اعتداء شنيع في إنزكان: تصاعد الظاهرة وتراجع دور الأسرة

شهدت مدينة إنزكان، يوم الاثنين 19 غشت، حادثة مؤسفة تجسد ظاهرة متفاقمة أصبحت تهدد الأمن العام وسلامة المواطنين. تعرض أحد مستخدمي الشركة الخاصة المكلفة بمراقبة حافلات “ألزا سيتي” لاعتداء شنيع من قبل شاب جانح بعد أن طلب منه أداء تذكرته، وذلك بمحطة إنزكان. الحادث الذي وقع في وضح النهار وبحضور ركاب الحافلة، تسبب في إصابة المراقب بجروح بليغة نتيجة طعنة سكين، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان، حيث تم رتق الجرح بعدة غرزات.

هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، فقد باتت هذه الحوادث تتكرر بشكل مقلق، إذ يعمد بعض الجانحين إلى مهاجمة الحافلات وإلحاق أضرار بمستخدميها، في تحدٍ صارخ للقوانين والأنظمة المعمول بها، وضاربين عرض الحائط بمبدأ الحفاظ على الأمن والسلامة العامة.

وقد أعربت العديد من الفعاليات الجمعوية والحقوقية عن استنكارها لهذا السلوك الدخيل على قيم المجتمع ومبادئه. وأكدت هذه الفعاليات أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب تضافر جهود الجميع، خاصة في ظل التراجع الملحوظ في دور الأسرة في تربية الأجيال الصاعدة. أحد المتحدثين، عبر بنبرة حزينة عن أسفه الشديد لما آلت إليه الأمور، محملاً الأسرة مسؤولية كبيرة في تنامي هذه السلوكيات، مشيراً إلى أن بعض الأسر تخلت عن دورها الأساسي في تربية الأبناء وغرس قيم حب الوطن واحترام الغير.

وفي سياق متصل، شددت شهادات الحاضرين على أن المقاربة الأمنية وحدها لن تكون كافية لردع هذه الفئة من الشباب الذين يعيثون فسادًا في المجتمع. وأكدوا على ضرورة إعادة النظر في دور الأسرة والأب في التربية، معتبرين أن هذه الأدوار الأساسية أصبحت شبه مغيبة في ظل التحديات الراهنة.

إن هذا الاعتداء يعكس واقعًا مقلقًا يدعو إلى ضرورة إعادة الاعتبار للقيم المجتمعية والتربوية التي كانت تشكل أساسًا متينًا لبناء مجتمع متماسك. فبدون تدخل فعال من جميع الأطراف المعنية، قد يستمر التدهور في القيم والأخلاق، مما سيؤدي إلى مزيد من العنف والفوضى في المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى