وسط زخم الحياة اليومية في مدينة أكادير، العاصمة السياحية للمغرب، تبرز مشاهد تثير الشفقة والحزن، وتتطلب تدخلاً سريعًا من المسؤولين. من بين هذه المشاهد، تقف متسولة تفترش الأرض برفقة ابنها من ذوي الإحتياجات الخاصة أمام مسجد لبنان بحي تالبرجت، مما يعكس واقعًا مريرًا يعيش في ظله البعض، ويؤثر سلبًا على صورة المدينة السياحية.
معاناة في العلن
تجلس هذه الأم المسكينة على رصيف الطريق، بينما ابنها ينام بجانبها، يشكل مشهدهما ألمًا للقلوب المارة. يتعرضان لظروف قاسية تحت رحمة الطقس وتجاهل المارة، في محاولة يائسة لجذب انتباه من قد يقدم لهما يد العون. ولكن، هذه المشاهد الإنسانية المؤلمة تطرح تساؤلات حول دور المسؤولين والمؤسسات الاجتماعية في التعامل مع مثل هذه الحالات.
تأثير سلبي على السياحة
أكادير، المعروفة بشواطئها الجميلة ومناظرها الطبيعية الخلابة، تستقطب آلاف السياح من داخل وخارج المغرب سنويًا. لكن وجود مشاهد التسول والمعاناة في شوارعها قد ينعكس سلبًا على سمعتها، مما يثير قلق السكان وأصحاب الأعمال السياحية على حد سواء. السياح الذين يأتون للاستمتاع بجمال المدينة يجدون أنفسهم أمام واقع اجتماعي مؤلم لا يمكنهم تجاهله، مما قد يؤثر على تجربتهم السياحية ويخلق لديهم انطباعًا سيئًا عن المدينة.
غياب المسؤولية الاجتماعية
في ظل هذا الوضع المأساوي، يبقى السؤال الأهم: أين دور المسؤولين والمؤسسات الاجتماعية في توفير الرعاية والدعم لهؤلاء الأشخاص؟ تتطلب مثل هذه الحالات تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية والمؤسسات الخيرية لتقديم المساعدة اللازمة. يمكن توفير مأوى لائق، ورعاية صحية مناسبة، وبرامج دعم اجتماعي لهذه الفئة من المجتمع، مما يساهم في تحسين حياتهم وحماية سمعة المدينة السياحية.
دعوة للتضامن والعمل
إن مشاهد المتسولين والمعاقين في شوارع أكادير تدق ناقوس الخطر، وتحث الجميع على التحرك الفوري لمعالجة هذه الظاهرة. يجب أن تتضافر جهود الحكومة، المجتمع المدني، والمؤسسات الخيرية لضمان توفير حياة كريمة لهؤلاء الأشخاص، والعمل على إعادة إدماجهم في المجتمع بشكل فعال. كما يجب إطلاق حملات توعية وتحسيس حول أهمية التضامن والتكافل الاجتماعي، وتعزيز روح المسؤولية الاجتماعية بين المواطنين.
تبقى مدينة أكادير جوهرة المغرب السياحية، لكن الحفاظ على بريقها يتطلب مواجهة التحديات الاجتماعية بحزم وفعالية، لضمان أن تظل مدينة الفرح والجمال والإنسانية.