المختلون عقليًا في إنزكان: قنبلة موقوتة تهدد سلامة وأمن المدينة.

هشام الزيات

لا تزال مدينة إنزكان، عاصمة التجارة بتاريخها العريق في جهة سوس ماسة، تُعتبر قبلةً للمشردين والمختلين عقليًا. يتبادل التجار والسكان في أزقتها الضيقة سلعهم وأحلامهم، ومع ذلك تبدو الصورة مغايرة عند النظر إلى الواقع الذي يعيشه العديد من المشردين والمتسكعين والمختلين عقليًا داخل حدود هذه المدينة الحيوية.

ففي الواقع، تتجول فئة مهمشة من المجتمع في شوارع المدينة بلا وجهة ثابتة. هؤلاء المشردون والمختلين عقليًا، الذين تخلت عنهم الظروف ورفضتهم محطات الحياة، يعانون من قسوة الحياة تحت أشعة الشمس ورياح البرد، بعيدًا عن دفء المأوى وأمان السكن.

وفي هذا الصدد، تشهد مدينة إنزكان تزايدًا في عدد المختلين عقليًا ومن يعانون من أمراض نفسية خطيرة في شوارع مدينتها وأزقتها، الأمر الذي أثار غضب عدد كبير من السكان وزاد من منسوب استيائهم من هذه الظاهرة، التي لم تعد غريبة على المدينة، وأصبحت تسود حركة الحياة بشوارعها.

وفي هذا السياق، استنكر مجموعة من المواطنين في اتصالات متفرقة “لجريدة” الرأي24 تزايد عدد المختلين عقليًا في شوارع المدينة وفضاءاتها العامة، حيث يتجولون بكل حرية، مما جعل المواطنين ينتقدون بعض الممارسات الشائنة وغير الأخلاقية التي يقوم بها هؤلاء أحيانًا أمام مرأى ومسمع السكان، بما فيها “سب وشتم” وضرب في بعض الأحيان.

وهنا، أعرب أحد المتضررين من حي تراست عن قلقه الشديد إزاء هذه الظاهرة، خاصة وأن بعض المختلين عقليًا يتجولون في نفس الحي ويلجؤون أحيانًا إلى العنف والصراخ ضد أطفال الحي، وهو ما جعل سكان المدينة يعيشون على أعصابهم، خوفًا على أنفسهم وأبنائهم من التعرض لأي اعتداء من طرف هؤلاء المختلين.

وللذكر، اشتكى المتضرر إلى الدكتورة المتخصصة بالجماعة الترابية بمدينة إنزكان في شكاية مباشرة من هذا الموضوع، لكن الإجابة كانت صادمة: “غير صبر دابا نشوفو معه شي حل هذاك راه ديما كاندوه ويطلقوه”… وهنا يُطرح أكثر من سؤال حول من المسؤول عن هذه الفئة الهشة في المجتمع، ومن يسمح لهؤلاء المختلين عقليًا بالخروج من المستشفى الإقليمي بالمدينة، والتسكع وسط السكان والمواطنين

ومن جهة أخرى، تساءل المواطنون عن دور منتخبي مدينة إنزكان الذين يقفون موقف المتفرجين أمام نقل مجموعة ممن أسموهم “الحمقى” من عدة مدن متفرقة إلى إنزكان، واعتبروا ذلك “إجحافًا” في حق المدينة وساكنتها.

يجب أن نتذكر أن كرامة الإنسان لا تُقاس بثراء جيوبه، بل تتجلى في كيفية معاملتنا لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في هشاشة وعزلة. إن إحلال العدالة الاجتماعية هو توفير الرعاية للمحتاجين وهو مقياس حقيقي لإنسانيتنا وتقدمنا كمجتمع أمام هذا الوضع.

وهنا، يطالب المتضررون الجهات الوصية بالتدخل لإيجاد حل لمعضلة اجتياح مدينة إنزكان من قبل المختلين عقليًا، عبر توجيههم إلى المستشفيات المختصة لتمكينهم من العلاج، وتوفير الأمن والحماية للسكان داخل المدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى