تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقطع فيديو صادم يوثق حمل شخص مريض على الأكتاف بدوار توگ الخير بجماعة تيگوگة بإقليم تارودانت، وذلك بغية نقله إلى المستشفى.
ويكشف هذا الفيديو عن معاناة حقيقية يعيشها سكان هذا الدوار، شأنه شأن العديد من الدواوير والمناطق النائية بالمغرب، من العزلة بسبب غياب البنية التحتية، خاصة الطرق المعبدة، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر، خاصة المرضى وكبار السن والنساء الحوامل.
ولم تقتصر معاناة ساكنة دوار توگ الخير على العزلة، بل تعاني أيضا من التهميش والهشاشة الاجتماعية المزمنة التي تشكو منها منذ سنوات، بسبب نقص الخدمات الأساسية، مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي، وضعف البنى التحتية، وانتشار البطالة، وتردي المستوى المعيشي.
وإلى جانب ذلك، يفتقر الدوار المذكور لجميع المرافق الصحية والاجتماعية والإدارية والتجارية والرياضية والثقافية، وكذا لوسائل النقل بمختلف مستوياتها وأنماطها.
أمام هذه الوضعية المزرية، طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وزارة الداخلية بالتدخل العاجل من أجل فك العزلة التي يعيشها الدوار المذكور، وتحسين ظروف عيش ساكنته وضمان ولوجها للخدمات الأساسية، وشق الطرق والمسالك القروية من أجل تيسير تنقلها للمناطق والدواوير المجاورة.
وتأتي هذه المطالبة لتؤكد على ضرورة إيلاء المناطق النائية والعشوائية اهتمامًا أكبر من قبل السلطات المعنية، وذلك من خلال توفير الخدمات الأساسية وتحسين البنى التحتية، وكذا العمل على الحد من ظاهرة التهميش والهشاشة الاجتماعية التي تعاني منها هذه المناطق.
ولعلّ ما حدث في دوار توگ الخير هو مجرد نموذج صارخ لمعاناة العديد من الدواوير والمناطق النائية بالمغرب، وهو ما يستدعي من المسؤولين اتخاذ إجراءات جادة وفعالة لمعالجة هذه المعاناة وتحسين ظروف عيش ساكنة هذه المناطق.
