“الزراعة العصرية: كيف تساهم تقنية الزراعة بدون تربة في تغيير مستقبل الفلاحة بالمغرب؟”

ظهرت تقنية الزراعة بدون تربة كبديل فعال للزراعة التقليدية المستهلكة للمياه، كما انها باتت محط أنظار مختلف الحكومات والفاعلين في المجال الفلاحي باعتبارها عاملا أساسيا وفريدا في تحقيق الأمن الغذائي، بالرغم من التقلبات المناخية وشح التساقطات، الأمر الذي يجعل بلدا مهددا بالجفاف كالمغرب ملزما بالاهتمام بهذا النوع الجديد من الزراعات.

وتعرف تقنية الزراعة بدون تربة “Soilless Culture” بأنها تكنولوجيا زراعة وإنتاج النباتات في محاليل توفّر جميع عناصر التغذية الأساسية اللازمة للنمو النباتي الأمثل، سواء بدون أو مع استخدام بيئة خاملة كالحصى، أو الرمل الخالص، أو البيت موس، أو الفيرميكيوليت أو البيرليت أو نشارة الخشب، أو المخاليط التي تتركب من أي من هذه المكونات مع بعضها البعض وذلك من أجل توفير الدعم الميكانيكي للنباتات النامية، فهي إذا لا تكلف إمكانيات مالية هائلة مما يجعلها في متناول المزارعين المغاربة، وبديلا فعالا وممكنا بالنسبة للظروف الزراعية بالمغرب.

وبفضل هذه التقنية، يتم نقل النباتات بسهولة إلى أماكن أخرى مختلفة لضمان نموها المثالي، عندما تنمو وتنضج، ويتم نزع الجذور وتحضيرها لتصبح صالحة للاستهلاك، مما يجعل الزراعة دون تربة تقنية مبتكرة ومستقبلية في المجال الفلاحي خلال السنوات القادمة، الأمر الذي يستوجب من الحكومة وضع مشاريع لدعم انتشار هذه الزراعة بالمملكة. وتساهم الزراعة بدون تربة في توفير حوالي 90% من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، ولا تتطلب استخدام الأسمدة أو المواد الكيميائية.

كما أنها تضمن مردودية تفوق 10 مرات تلك المتعلقة بالفلاحة التقليدية. وما يميز هذه التقنية كذلك هو المراقبة الكاملة والتحكم في جميع الظروف الزراعية. حيث يتم وضع البذور في محاليل تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة فقط، وبعد مرور الوقت تظهر البراعم الأولى. تمتص النباتات كل المغذيات المعدنية الأساسية في صورة أيونات لا عضوية ذائبة في الماء، حيث تعمل التربة في الظروف الطبيعية كمستودع للمغذيات المعدنية، ولكن التربة نفسها غير ضرورية لنمو النبات.

وتستطيع جذور النباتات أن تمتص المغذيات المعدنية الموجودة في التربة عندما تُضاف مياه تقوم بإذابتها، لذلك فإن التربة لا تصبح مهمة لنمو النبات في حالة إضافة هذه المغذيات إلى المياه التي يحتاجها النبات بطريقة اصطناعية، وبذلك تكون هذه الزراعة حلا لتداعيات الجفاف على المردود الزراعي، وكذا مجالا جديدا واعدا يغري بتوسيع دائرة النشاط الزراعي في المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى