كشفت دراسة حديثة حول الاتجاهات الحالية والمستقبلية للوفيات المرتبطة بالحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن 250 مغربيا يتوفون سنويا بسبب أمراض مرتبطة بارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتعد موجات الحر من بين أكثر الأخطار الطبيعية فتكا حيث يموت آلاف الأشخاص من أسباب مرتبطة بالحرارة كل عام. ومع ذلك، غالبا ما لا يُعرف التأثير الكامل لموجة الحر إلا بعد أسابيع أو أشهر بعد ذلك، بمجرد جمع شهادات الوفاة، أو يمكن للعلماء تحليل الوفيات الزائدة.
وتفتقر العديد من الأماكن إلى الاحتفاظ بسجلات جيدة للوفيات المرتبطة بالحرارة ، لذلك من المحتمل أن تكون أرقام الوفيات العالمية المتاحة حاليًا أقل من الواقع.
في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يبلغ إجمالي الوفايات المرتبطة بالطقس الحار 8904 أشخاص على أساس سنوي، فيما تعد مصر هي الأعلى من حيث عدد وفيات الطقس الحار بمعدل 2591 سنويا، تليها إيران وتركيا والعراق، حيث يموت كل عام ما معدله 1703 و1364 و1091 شخصا، على التوالي.
وأشارت الدراسة إلى أن معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة هي الأدنى في الجزائر والمغرب وليبيا والدول العربية الصغرى في الخليج، بما في ذلك قطر والأمارات وسلطنة عمان (19 و78 و17 على التوالي)، على عكس السعودية حيث يرتفع عدد الوفيات إلى 285 شخص.
وأوضحت الدراسة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعد من أكثر المناطق عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، ومع ذلك لم يتم استكشاف الآثار المحتملة على الصحة العامة مقارنة بالمناطق الأخرى.
وبحلول نهاية هذا القرن، يمكن أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 123 وفيات سنوية مرتبطة بالحرارة لكل 100 ألف شخص في إطار سيناريو الانبعاثات المرتفعة، ولكن معدل الوفيات هذا سينخفض بأكثر من 80 في المائةإذا كان عالميًا.
وكان معدو الدراسة يهدفون إلى إلى دراسة جانب واحد من هذه الآثار، أي الوفيات المرتبطة بالحرارة، من خلال قياس العبء الحالي والمستقبلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتحديد البلدان الأكثر ضعفا.
واستندت التقييمات إلى العلاقات الظاهرة بين درجات الحرارة والوفيات الخاصة بكل منطقة مناخية فرعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بناءً على تصنيف نوع مناخ كوبن-جيجر، وتم تحديد عتبات فريدة لكل خلية شبكية بطول 50 كيلومترا في المنطقة.
وتوفر هذه الدراسة أول تقييم شامل لعبء الوفيات المرتبطة بالحرارة الحالية والمستقبلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بناء على العلاقات بين درجات الحرارة والوفيات المحلية في ظل الانبعاثات المتعددة والسيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية.
