عمت فرحة واسعة في أوساط كثير من المغاربة، عبرت عنها منشوراتهم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بقرار جلالة الملك محمد السادس، يوم الأربعاء، ترسيم رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً، ويوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر.
ثمرة نضالات طويلة”
من جانبه، يرى الدكتور في التاريخ والفاعل الأمازيغي المغربي، عبد الله بوشطارت، بأن إقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية في المغرب تثمين لنضالات الحركة الأمازيغية في البلاد، والتي امتدت على مدار العقود الماضية.
وأوضح بوشطارت، أن قرار الترسيم: “حدث تاريخي مهم جداً بالنسبة إلينا داخل الحركة الأمازيغية، التي ناضلت وضحّت منذ عقود طويلة، وخاضت معارك فكرية وسياسية وثقافية مريرة في ظروف صعبة وقاسية جداً، من أجل الاعتراف بالهوية الأمازيغية في جميع تجلياتها لغة وثقافة وتاريخ وحضارة (…) والتي يشكل الاعتراف برأس السنة الأمازيغية إحدى مطالبها الجوهرية والأساسية بعد ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور”.
ويضيف الفاعل الأمازيغي أن “هذا الإقرار الملكي له رمزية تاريخية وثقافية عميقة، لأنه يربط المغرب بجذوره الممتدة في التاريخ القديم، كما هو عيد مرتبط بالأرض، وبالتالي فإن المغرب تصالح مع تاريخه وتخلص من جميع العقد التاريخية (…) وهذا مهم للغاية في تماسك الهوية المغربية التي تستمد قوتها في التنوع والتعدد، وهو ما كانت تصبو إليه الحركة الأمازيغية برفعها شعار: الوحدة في التنوع”.
ويختم بوشطارت حديثه، بأن القرار الأخير جاء “لتنبيه الحكومة وباقي الفاعلين السياسيين بضرورة تطبيق الدستور، وتحقيق جميع المطالب الأمازيغية وتمتيع اللغة والثقافة الأمازيغية بجميع حقوقها الدستورية والتاريخية”، في وقت يعيب فيه الفاعل الأمازيغي “الترجعات الخطيرة” التي شهدها إضفاء الطابع الرسمي للأمازيغي خلال السنوات الأخيرة.