“تطوير البنية التحتية الأمنية: رحلة نحو مستقبل متطور ومواكبة لتوجهات العصر”

في ليلة الثامن من شتنبر من العام الماضي، هزت هزة أرضية مدمرة إقليم الحوز والمناطق المجاورة، مخلفة وراءها آثاراً مدمرة لا يمكن تجاهلها. لكن في وجه هذه الكارثة الطبيعية، أشعلت شمعة التضامن والإنسانية التي أضاءت طريق المجتمع بأسره.

تحت عنوان “زلزال الحوز.. الأمن الوطني بين تأدية الواجب والتضامن الوطني”، أصدرت مجلة الشرطة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني عددها الجديد، حاملة معها رسالة قوية عن دور الأمن في الحفاظ على السلامة والأمن الوطني، وكذلك عن روح التضامن التي تجسدت في لحظات الأزمات.

في الساحة الوطنية، لم يكن الأمن الوطني مجرد جهاز تنفيذي، بل كان شريكاً فعّالاً في حماية وخدمة المواطنين في أوقات الضيق. بادرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى تفعيل بروتوكولات تدبير الطوارئ على الفور، وجمعت مواردها وخبراتها لتقديم المساعدة اللازمة.

في هذا السياق، أظهرت مجلة الشرطة كيف قامت مصالح الأمن بدور فاعل في عمليات الإنقاذ والإغاثة، بالتعاون مع السلطات المحلية والجهات المعنية الأخرى، لضمان سلامة وإغاثة السكان المتضررين. كما أشارت المجلة إلى جهود الشرطة في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمتضررين، إضافة إلى دورها في مساهمة في عمليات إعادة الإعمار وتأمين المنطقة.

وبخصوص منظومة إدارة الطوارئ الأمنية والتحديات المستقبلية، كتبت المجلة أن المملكة تستعد خلال السنوات الست المقبلة لاحتضان مجموعة من التظاهرات واللقاءات الدولية الكبرى، سواء تعلق الأمر بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم أو كأس العالم لسنة 2030، فضلا عن الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”.

ومن هذا المنطلق، تضيف المجلة في مقال بهذا الخصوص، فإن عقيدة تدبير الأزمات والطوارئ بالمديرية العامة للأمن الوطني تنتظرها تحولات كبرى على مستوى استراتيجياتها وطريقة عملها وكفاءتها وقدرتها على الاستجابة لتحديات مستجدة وغير كلاسيكية.

أما في ما يخص المشاريع المستقبلية، فتتطلع المديرية العامة للأمن الوطني في سنة 2024 لترصيد المكتسبات المحققة على مستوى تحديث البنيات والخدمات الشرطية، مع تطويرها بما يكفل الاستجابة لانتظارات المواطنات والمواطنين من المرفق العام الشرطي، كما تعتزم تقوية وتمتين التعاون الأمني الدولي.

ومن بين المشاريع المزمع تنزيلها خلال السنة المقبلة، والتي بلغت حاليا مراحلها النهائية، إحداث مركز للتكوين الشرطي الدولي بمدينة إفران، سيكون بمثابة معهد للتكوين العالي لفائدة الأطر الأمنية المغاربة وزملائهم من القارة الإفريقية، كما تعتزم المديرية العامة للأمن الوطني تعميم مراكز تدريس اللغات في مختلف مدارس التكوين الشرطي، وكذا تطوير تقنيات التدريب في مجال الأمن الرياضي وتدبير التظاهرات الكبرى، وذلك ضمن مشروع قريب المدى يروم بناء القدرات الشرطية وتأهيل الموارد البشرية، وجعلها قادرة على تشريف المغرب خلال احتضانه للتظاهرات الرياضية العالمية والقارية المقررة في عامي 2025 و2030.

باختصار، فإن زلزال الحوز لم يكن مجرد اختبار لقوة البنية التحتية فقط، بل كان اختباراً لروح التضامن والإنسانية في مجتمعنا. ومن خلال تجاوز الصعاب بروح التعاون والمساعدة المتبادلة، نستطيع أن نبني مستقبلاً أكثر إشراقاً وأماناً للجميع.

A/Boutbaoucht

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى