موجة من السخرية والتهكم ترافق خبر الهجوم على ضريح “سيدي بولفضايل” بجماعة ماسة

رافق عملية نشر خبر هجوم شنيع على أهم مزارات سوس، بضواحي ماست، من قبل مافيا الكنوز التي تخرب فضاءات الذاكرة الجماعية ومزارات القداسة الأمازيغية، رافق ذلك، موجة من السخرية والتهكم والنيل من الاضرحة ومكانة الأولياء/ الصالحين/ت. فعوض أن يتم شجب هذه الأفعال الشنيعة وغير قانونية التي تستهدف تخريب فضاءات القداسة والتعبد والاماكن المقدسة ذات ذاكرة وتاريخ وتشكل اليوم تراثا ماديا لجميع المغاربة… يتم السخرية والتهكم حول الاضرحة فيما يشبه شرعنة التخريب والهدم والنهب الذي تمارسه مافيا الكنوز…
ومن جهة أخرى، فمن الطبيعي أن يتم دفن الذخائر النفيسة والممتلكات والمجوهرات ذات قيمة كبيرة، سواء كانت عائلية او جماعية، لمجموعة من الأسر او دوار معين، يتم دفنها في بعض الأمكنة المقدسة التي تحظى بالتوقير والاحترام، أو يتم بناء ضريح قبر او كركور على تلك الذخائر المدفونة قصد تحديد مكانها وقصد احترامها من قبل الناس لكي لا تتعرض لهجوم او سرقة او تخريب….
ويتم اللجوء لهذه العملية أثناء احتمال حدوث هجوم خارجي على القبيلة او العشيرة او الدوار او قرب وصول وباء فتاك او مجاعة وما شابه ذلك من مخاطر الابادة، فيتم دفن الممتلكات والمجوهرات النفيسة وهجرة اصحابها هروبا من خطر داهم لا مفر منه…. فإذا عادت القبيلة فإنها تتمكن من إستعادة ما دفنته من ذهب وفضة… وإن لم تعد فإن ذلك الكنز يبقى محاطا بالتوقير والاحترام جراء وجوده في مكان مقدس…
ومادام أن هذه المافيات التي تبعثر بالمساجد القديمة والاضرحة والمزارات تجد تلك الكنوز الثمينة والنفيسة كما وضعها ودفنها الامازيغ الأولون… فإن لهذه الاضرحة والمزارات وظيفة مهمة، دينية واجتماعية وأمنية واقتصادية….
هذه الأمور كلها، تهمنا نحن في البحث التاريخي والانثروبولوجي لمعرفة طريقة اعتقاد الناس وطريقة تفكيرهم وبعض وظائف المؤسسات الاجتماعية والدينية و حيويتها داخل المجتمع عبر التاريخ، في فترات لا يوجد فيها لا أمن ولا شرطة وجيش ولا بورتابل ولا جبيبس ولا الانثرنيت…. فترات كان يسود فيها الخوف والقحط والعنف والحرب والمجاعات والأوبئة….
البعض الآن، عقله تعرض لعملية التحنيط والشحن من قبل شيوخ الوهابية والسلفية و الأفغانية… يجلس في مكان ما ويلعب بهاتفه النقال ثم يحاكم التاريخ والمجتمع….
لذلك، فنحن نطالب بحماية هذه الاضرحة و المزارات كيفما كان نوعها وقيمتها الرمزية، ويجب على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية هذه الفضاءات التي تعتبر اليوم جزءا أساسيا في التراث الوطني… الثقافي والديني والحضاري.


عبد الله بوشطارت

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار