بعد ظاهرة هجرة طوائف النحل، سجلت أسعار العسل خلال هذا العام ارتفاعا غير مسبوق، بسبب تراجع المنتوج الوطني، قياسا بالاستهلاك المحلي، حيث يرجع التجار والمهنيون الأسعار الحالية إلى تأثير قلة الأمطار خلال العام الماضي على الإنتاج، وكذا بسبب المرض الذي كان قد أصاب طوائف النحل.
ويعرف شهر رمضان، خلال كل عام، إقبالا كبيرا على العسل، بالنظر إلى أن عددا كبيرا من الأسر تحرص على أن تكون هذه المادة الحيوية على مائدة الإفطار، وهو ينعش آمال المهنين تعظيم إراداتهم
واعترف منتجو العسل، بأن إنتاج العسل خلال هذا العام جد ضعيف بالمقارنة مع السنوات الماضية، بسبب الانعكاسات السلبية لقلة الأمطار خلال العام الماضي على القطاع، وهو ما أفضى إلى ارتفاع الأسعار.
وبلغ إنتاج العسل في العام الماضي 6534 طن، مقابل 7260 طن في العام الذي قبله، بانخفاض بنسبة 10 في المائة، وذلك في سياق انهيار طوائف النحل بسبب الأمراض والجفاف الذي قلص مساحات المراعي.
وواجهت التعاونيات خلال هذا العام، مشكل نقص جودة العسل بسبب تداول أنواع طالها الغش، مما جعل أسعار العسل تتباين حسب الجودة، ذلك أن المنتوج الجيد يكون غالي الثمن.
وعن الأثمنة المتداولة، تحدد ثمن عسل الزعتر مثلا في 400 درهم للكيلوغرام الواحد، بينما يصل ثمن الدغموس إلى 350 درهما، بينما يبلغ سعر عسل الزكوم 250، مقابل 220 درهما لعسل الخروب.
وبلغت أثمنة عسل الزكوم المتداولة خلال هذا العام، في تعاونيات اخرى، 250 درهما للكيلوغرام الواحد، بينما يبلغ ثمن عسل الأوكالبتوس والليمون 120 درهما للكيلوغرام، فيما تحدد التعاونية ثمن عسل الأعشاب والخروب في 200 درهما للكيلوغرام الواحد. فيما ثمن عسل الدغموس يتراوح بين 300 و270 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما يصل سعر غذاء ملكة النحل إلى 500 درهما للكيلوغرام الواحد.
بينما كانت الاسعار في السنوات الماضية لا تتجاوز هذه الارقام، مثلا عسل الدغموس يباع ب280 درهما، بينما كان عسل الليمون يباع بـ100 درهم، فيما كانت تتراوح أسعار عسل الأعشاب بين 160 و180 درهما، مرجعة هذا الارتفاع إلى ندرة المنتوج.
من جهته، يشدد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، منذ بداية السنة الجارية، على تشديد المراقبة على أنواع العسل، لحماية الأسواق المغربية من المنتوجات المغشوشة، والمخالفة لمعايير السلامة الصحية.
وفي ما يتعلق بالعسل المستورد، تقوم مصالح لونسا بنقط التفتيش الحدودية والمطارات والنقط الحدودية بالكركارات بجنوب المملكة بالمراقبة والتأكد من أن مادة العسل المستوردة مرفقة بشهادة صحية مصادق عليها من طرف السلطات الصحية للبلد المصدر، ثم مراقبة الهوية للتأكد من مطابقة مادة العسل المستوردة للوثائق المصاحبة لها، فضلا عن المراقبة المادية من خلال أخذ عينة من مادة العسل المستوردة للتأكد من أنها مطابقة لما يتعلق بعنونتها وكذا خضوعها للفحوصات العلمية من طرف مفتشي المكتب.
لذلك، تقوم مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية، بحملات مستمرة في إطار لجن محلية مختلطة للمراقبة، تحت إشراف السلطات المحلية، للتأكد من جودة مادة العسل بنقط البيع، والتأكد من مدى استجابتها للقوانين والمعايير المعمول بها.