يسير مشروع خط الغاز المغرب نيجيريا بثبات لتحقيق النتائج التي رسمها له قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بوخاري منذ 2016، وإن كانت 2022 قد عرفت اكبر قفزة في تنفيذ المشروع الذي يعد شرايين التنمية في القارة الافريقية.
شكلت 2022 سنة تفعيلِ هذا المشروع على ضوء مذكرات التفاهم المتعددة، التي تم توقيعها والاهتمام الذي حظي به هذا المشروع الضخم داخل إفريقيا، وفي أوروبا. هذه الدينامية، مكنت هذا العام، من إحراز تقدم كبير في مسار إنجاز هذا المشروع، وفي أقرب الآجال الممكنة، بالنظر إلى الأهمية الحاسمة التي يكتسيها، لاسيما في السياق العالمي الحالي.
خلال سنة 2022، أعاد جلالة الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، القول” أن مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، هو ” مشروع من أجل السلام، والاندماج الاقتصادي الإفريقي، والتنمية المُشتركة: مشروع من أجل الحاضر، والأجيال القادمة “.
وضمن أخر المستجدات المتعلقة بالمشروع ايضا، توقيع المغرب، ممثلا بالمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ونيجيريا، ممثلة بالشركة الوطنية النيجيرية المحدودة للبترول، بالرباط، خمس مذكرات تفاهم ثلاثية الأطراف مع غامبيا (شركة النفط الوطنية الغامبية)، وغينيا بيساو (PETROGUIN)، وغينيا (الشركة الوطنية للنفط)، وسيراليون (مديرية البترول في سيراليون) وغانا (شركة الغاز الوطنية الغانية).
كما وقعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “سيدياو” (CEDEAO) والمغرب ونيجيريا، في مدينة الرباط، مذكرة تفاهم بشأن أنبوب الغاز النيجيري المغربي، أكدت التزام مجموعة “سيدياو”، وجميع الدول التي سيعبر منها هذا الأنبوب (13 دولة)، بالمساهمة في تفعيل هذا المشروع الذي سيوفر بعد اكتماله الغاز لدول المجموعة في مرحلة أولى، ولأوروبا في مرحلة لاحقة.
وسينطلق خط أنبوب الغاز من نيجيريا ويمر على طول ساحل الغرب الأفريقي، عبر دول بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب، على أن يربط بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.
وسيكون المشروع القاري العملاق حلا سحريا لإخراج أوروبا من أزمتها الطاقي، بعد موقفها من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وما تلاها من إجراءات نفذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قرر قطع الغاز على أوروبا.