جهة الدار البيضاء تستعد لاحتضان أكبر محطة لتحلية مياه البحر في أفريقيا

ينتظر أن يشكل الإعلان الرسمي عن إعطاء انطلاقة إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالجماعة الترابية لمهارزة بإقليم الجديدة، بداية أفق جديد يعكس الجهود الوطنية الرامية إلى تجاوز الإشكاليات المائية المطروحة في ظل توالي سنوات الجفاف، وتراجع الفرشة المائية وحقينة السدود، والبحث عن إيجاد الحلول المناسبة التي من شأنها الاستجابة لمتطلبات ساكنة جهة الدار البيضاء سطات من الماء الشروب.

ويروم إنجاز المنشأة المذكورة تحقيق الإمداد المستدام بالماء الصالح للشرب لفائدة ساكنة كل من الدار البيضاء، ومنطقتي برشيد سطات والجديدة أزمو، بالإضافة إلى تعويض النقص المائي المسجل في حوض أم الربيع.

وستكون هذه المحطة أكبر محطة على مستوى القارة الإفريقية. ويهدف هذا المشروع إلى رفع سعة المحطة إلى 200 مليون متر مكعب، بينما ستصل سعتها النهائية 300 مليون متر مكعب سنة 2030، منها 250 مليون متر مكعب مخصصة لمياه الشرب و50 مليون متر مكعب لسقي أراض فلاحية.

وسيستغرق إنشاء المشروع، ثلاث سنوات، حيث ينتظر أن يعطي جلالة الملك محمد السادس إنطلاق الأشغال بشكل رسمي خلال الأيام المقابلة المقبلة، على أن تكون المحطة جاهزة للعمل في نهاية سنة 2026.

كما ستكون المحطة مصدراً رئيسياً لتنويع مصادر التزويد بالماء ومواكبة واستباق تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية في جهة الدار البيضاء سطات، وتعزيز أمنها المائي، كما ستمنح محطة تحلية مياه البحر للجهة، القدرة على التعامل مع التحديات المائية المتزايدة نتيجة لتغير المناخ وقلة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة والتي ترتب عنها انخفاض كبير في مستوى الموارد المائية السطحية خاصة بالحوضين المائيين أبي رقراق وأم الربيع.

وتم إبرام اتفاق بين ثلاثي مغربي- إسباني، يتكون من «إفريقيا غاز»، و«گریـن أف أفريكا» المغربيتين، و«أكسيونا» الإسبانية، لإنجاز واستغلال المحطة، حيث قدمت الشركات الثلاث غلافا لا يتجاوز 4.5 دراهم للمتر المكعب.

ويعد مشروع أكبر محطة لتحلية مياه البحر بإفريقيا في المغرب، خطوة مهمة في إطار مواجهة أزمة المياه التي تعاني منها البلاد، خاصة في ظل محدودية الموارد المائية الطبيعية، وتفاقم ظاهرة ندرة المياه بسبب تأثير التغيرات المناخية.

ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في توفير مصدر مستدام للمياه الصالحة للشرب والري لسكان جهة البيضاء سطات، مما سيساعد على تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى