ملتقى هوارة للفن التشكيلي يُعِيد مَجْد الموروث الثقافي و يحتفي بالإعلامي سعيد الهياق

“الفن يزيل الغبار عن الحياة اليومية” الفنان العالمي بيكاسو “


بقلم سعيد الهياق//

أسدل الستار مساء يوم السبت 30 دجنبر 2023 بالمركب الثقافي بأولاد تايمة بإقليم تارودانت على فعاليات الحفل الختامي لملتقى هوارة للفن التشكيلي في دورته الثالثة الذي نظمته جمعية مواهب المستقبل للتنمية والثقافة تحت شعار ” الفن التشكيلي في خدمة التراث”
أشرف على افتتاح معرض الفنان التشكيلي الجماعي المنتشي بأعمال إبداعية من عبق التاريخ والحضارة كل من الأستاذ عماد گحمو مدير المركز الثقافي بأيت ملول، الفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة، النائب أحمد فايز عن رئاسة المجلس الجماعي، رئيس الجمعية رشيد الرگراگي، مدير الملتقى الفنان التشكيلي يونس دريوش، يوسف أغكومي مسير الندوة الفكرية إلى جانب الفنانين والمبدعين والضيوف.
ويندرج تنظيم هذا الملتقى في إطار البرنامج السنوي للجمعية؛ والذي يروم حسب رئيسها الشاب رشيد الرگراگي ومدير الدورة الثالثة إلى فسح المجال للمواهب في ميدان الفن التشكيلي بمدينة أولاد تايمة إلى عرض أعمالهم الفنية مع مراعاة شعار الملتقى ” الفن التشكيلي في خدمة التراث”.
وذلك من أجل تشجيع المواهب على الاهتمام بالفن التشكيلي عبر بوابة الموروث الثقافي المادي واللامادي بالمدينة. وأيضاً للتواصل والتعارف مع الأساتذة والباحثين والمبدعين الرواد؛ والذين قَدِمُوا من مختلف مدن ومناطق المملكة المغربية؛ تلبية لنداء: ” الفن التشكيلي يجمعنا “
وأيضاً من أجل فسج المجال للشباب للانفتاح على آخر المستجدات النظرية والتطبيقية في عالم الفن التشكيلي لتطوير ملكاتهم الفنية والإبداعية لمواصلة الإبحار في عالم الثقافة والفنون والإبداع.
وبكلمة مؤثرة تقدم مدير الدورة الفنان التشكيلي يونس دريوش بوافر الشكر والتقدير للفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة كاعتراف بالجميل من تلميذ لفائدة أستاذه، لكونه ساهم بقسط وافر فتكوينه وتأطيره وفسح المجال له للمشاركة في مختلف التظاهرات الوطنية والدولية التي ينظمها الاتحاد؛ والتي مكنته من فرض شخصيته في الساحة الفنية رغم كل الإكراهات والمعيقات.
وقد عبر كل الفنانين والضيوف عن ابتهاجهم الشديد بالمستوى الهائل للأنامل الذهبية اليافعة التي لامست بأعمالها الفنية رمزية الموروث الثقافي المادي واللامادي بهوية مغربية أبهرت عيون المبدعين. وتميز المعرض التشكيلي الجماعي بمشاركة الفنان عمر عمار المبدع من تارودانت؛ الحاصل على عدة شواهد وطنية ودولية إلى جانب مشاركة الفنان ياسين قريش المبدع؛ واللذان شاركا مؤخراً في صالون الإلهام الدولي بتارودانت.
وتأتي هذه الدعوة من الجمعية في إطار تبادل التجارب بين أقطاب الجمعيات بالإقليم لمد جسور الفن التشكيلي بين الشباب والرواد.
وتوشحت الأمسية الفنية بحضور الأستاذة الباحثة فتيحة نقيبات فنانة تشكيلية وناقدة القادمة من القنيطرة؛ وهي خريجة معهد الفنون الجميلة بتطوان إلى جانب الفنانة التشكيلية رقية اسميلي المبدعة والمحتفى بها، إلى جانب الفنانة التشكيلية فاطمة باها من الدار البيضاء والحائزة على عدة شواهد تقديرية من مختلف المعارض الوطنية والدولية ثم الفنانة التشكيلية فاطمة بكيش من أكادير؛ جوهرة الفن التشكيلي بهوية أمازيغية.
ومن أجل التعريف بالموروث الثقافي المادي واللامادي بالمدينة نظمت الجمعية ندوة فكرية حول موضوع ” الفن التشكيلي بالمدينة… الآفاق والإكراهات…” من تأطير الإعلامي سعيد الهياق ومن تسيير الفنان والمنشط يوسف أغكومي.
وفي ختام الندوة تم فسح المجال للتدخلات لمناقشة موضوع الندوة. والتي شهدت تدخل الأستاذ عماد گحمو مدير المركز الثقافي بأيت ملول والمدير الإقليمي لقطاع الثقافة بأيت ملول- إنزكان؛ الذي شكر الجمعية ومدير الدورة الفنان يونس دريوش على الدعوة، والتي منحته فرصة للتعرف عن قرب على المواهب اليافعة التي كانت في أعلى مستوى من الإبداع.
وفي نفس الوقت الإطلاع على واقع الثقافة بصفة عامة والفن التشكيلي بصفة خاصة بالمدينة.
وأكد أن المركز الثقافي والمديرية الإقليمية لقطاع الثقافة على استعداد تام لخدمة الثقافة والفنون بمختلف أنواعها لفسح المجال للمواهب والشباب للإبداع وتوفير فضاءات ملائمة تحت تأطير أطر وفنانين وباحثين من أجل صقل مهاراتهم الفنية وتطوير ملكاتهم الإبداعية.
موجهاً في نفس الوقت رسالة وجيهة للآباء والأمهات وأولياء على توفير كذلك فضاءات للفن التشكيلي ببيوتهم وتشجيع فلذات أكبادهم بالاهتمام بالفن بصفة عامة. لأن الفن هو قبل كل شيء تربية وسلوك ويساعد على تكوين شخصية الأبناء وتهذيب سلوكياتهم في الحياة العامة.
وبدورهم أشاد الأساتذة والفنانين المهنيين بمدينة أولاد تايمة بالنجاح الباهر للمعرض التشكيلي الجماعي وبرسالة الأستاذ عماد گحمو الوجيهة وبالمستوى الهائل للمواهب والشباب. وأكدوا بدورهم عن استعدادهم لمدة يد المساعدة لهم سواء من خلال دعوتهم للمشاركة في المعارض أو تأطير ورشات نظرية وتطبيقية لفائدتهم.
وفي نفس الوقت تقدمت ثلة من الفنانين والمبدعين بملتمس لرئاسة المجلس الجماعي بأولاد تايمة بإقليم برفع التهميش عن الفنانين بالمدينة وتوفير أروقة فضاءات عمومية للشباب والمبدعين. وعبروا عن استعدادهم للإنخراط في خدمة جمالية المدينة بهوية بصرية تراعي تاريخها الحضاري وجعلها قبلة وطنية للفن التشكيلي.
وفي إطار ثقافة الاعتراف بالجميل فاجأت الجمعية الإعلامي سعيد الهياق بتكريم خاص نظير حضوره المشرف كإعلامي وكاتب. وفاعل ثقافي حاضر بقوة في مختلف الملتقيات الثقافية والفكرية والفنية على الصعيد الوطني؛ والحائز على عدة شواهد تقديرية وطنية ودولية.
وكان التذكار عبارة عن بورتريه بديع من إبداع الفنان التشكيلي يونس دريوش المبدع.
وبالمناسبة أشرف الأستاذ عماد گحمو إلى جانب الفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي ورئيس الجمعية ومدير الدورة على تكريم مختلف المشاركات والمشاركين في المعرض التشكيلي الجماعي إلى جانب تكريم ضيوف الملتقى ومبدعي مدينة أولاد تايمة بإقليم تارودانت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى