تارودانت: منتدى الأدب لمبدعي الجنوب يفتتح موسمه الثقافي بندوة فكرية للأستاذ مولاي الحسن الحسيني

افتتح منتدى الأدب لمبدعي الجنوب الفرع المركزي بتارودانت موسمه الثقافي الجديد مساء يوم السبت 05 نونبر 2023 بندوة فكرية حول موضوع ” من أهل السنة: الأشاعرة ” للأستاذ مولاي الحسن الحسيني.
وأشرف على افتتاح الموسم الثقافي الاستثنائي في زمن استثنائي، الدكتور المختار النواري رئيس المنتدى؛ وقد استهلت الأمسية الثقافية والفكرية بآيات عطرة من الذكر الحكيم للقارىء الأستاذ سعيد بني زكرياء.
وتوجه بعد ذلك الدكتور المختار النواري بكلمة ترحيبية بأعضاء المنتدى وبالضيوف وبالجسم الإعلامي، وتقدم بطلب للحاضرين بقراءة الفاتحة على شهداء ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب إقليمي الحوز وتارودانت وأيضاً ضحايا الحرب بفلسطين والدعاء للجرحى والمصابين بالشفاء.
مؤكداً أن المنتدى عازم على مواصلة الإبحار في عالم الثقافة والفكر والإبداع رغم الظرفية العصيبة والأزمات الأليمة بإقليم تارودانت جراء الفاجعة الجماعية الأليمة بعد الزلزال الصاعق بتاريخ 08 شتنبر 2023.
وإذا كان الزلزال حسب العلماء المختصين الزلزال هو اهتزاز مفاجئ وسريع للأرض بسبب تحرك طبقة الصخور تحت سطح الأرض، أو بسبب نشاط بركاني أو صهاري يحدث فجأة من دون سابق إنذار. فإنه كذلك زلزل المعالم التاريخية والثقافية بالمدينة وخلق تصدعات أليمة واهتزازات سيكولوجية ونفسية أثرت على المشهد الثقافي وانعكست على كيان المثقف لكونه جزء من المجتمع.
وبالتالي فإن افتتاح الموسم الثقافي هو في حد ذاته ثورة على تلك المآسي والنكبات الفردية والجماعية لمواصلة المشوار وتجاوزها عبر أكسجين الثقافة والإبداع من أجل انبعاث الحياة من جديد.
كما أكد على عزم المنتدى مواصلة الإشعاع الثقافي والأدبي بالمدينة الذي تواصل منذ أكثر من 20 سنة مع المساهمة في خلق ثورة ثقافية و أدبية تميزت بإصدارات تحوم حول 40 إصدار في مختلف المجالات والأجناس الأدبية والفكرية ثم المساهمة في عقد شراكات ثقافية مع نفس المنتديات والهيئات الثقافية والفنية التي تتقاسم مع المنتدى نفس الأهداف والرؤى للرقي بالمشهد الثقافي والأدبي بدون حدود جغرافية.
وأكد أن تزامن افتتاح الموسم الثقافي للمنتدى مع ذكرى تخليد المسيرة الخضراء المظفرة تأكيد بتشبع المنتدى بالتوابث للأمة المغربية والروح الوطنية
ثم تقدم بالشكر للأستاذ مولاي الحسن الحسيني على تفضله بتقديم عرض فكري حول موضوع ” من أهل السنة: الأشاعرة”.
وبدوره تقدم الأستاذ مولاي الحسن الحسيني بالشكر للمنتدى على مواصلة مسيرة الإشعاع الثقافي والأدبي رغم التحديات والمعيقات البنيوية التي أشار إليها الدكتور المختار النواري رئيس المنتدى في كلمته الترحيبية، وتقدم بالشكر للضيوف والجسم الإعلامي المحلي على تقبل الدعوة لحضور هذه الأمسية الثقافية الماتعة الممتعة على حد قول الإعلامي سعيد الهياق.
وعن دواعي اختيار الموضوع قال: ” أن أهل السنة كان شغله الشاغل ولازال، منذ فترة دراسته في الإجازة والدراسات المعمقة إلى الماجستير.
والكلام في الموضوع كثير ، ومتشعب التفاصيل. واعداً الحاضرين بتبسيطه واختصاره قدر الإمكان “
وقد جاء محتوى العرض على الشكل التالي:
أهمية الموضوع وخطورته لتعلقه بفترة حاسمة من التاريخ الفقهي والفكري واللغوي والفلسفي العربي الإسلامي التي طبعت كل الفترات اللاحقة.
ثم أعطى بعد لمحة عن تاريخ ظهور مفهوم أهل السنة، ونبذة عن حياة أبي الحسن الأشعري والظروف السياسية والإجتماعية والإقتصادية والعلمية التي عاش فيها مع ذكر شيوخه وتلامذته وكذلك مصنفاته المطبوعة.
ثم مناقشة فكره وتوجهاته ومراجعاته ومجموعة من المواضيع التي تناولتها كتاباته. وكذاك ذكر الخلاف حول نسبة كتاب (شجرة اليقين) له، وماقيل حول ذلك، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالأشاعرة وأهل السنة.
وأخذ الدكتور المختار النواري مسير اللقاء التواصلي بتقديم الشكر والتقدير للأستاذ مولاي الحسن الحسيني على عرض القيم مشيراً إلى الأهمية القصوى للموضوع عبر تاريخ الفكر الإسلامي، وأيضاً إلى المعيقات البنيوية والمنهجية والتاريخية لطرح الموضوع الذي أثار ولازال يثير قضايا فكرية وسياسية وأيديولوجية نجح المحاضر في ملامسة بعض جوانبها بحنكة وبسلاسة؛ وهو الشاعر المغربي الذي مثل تارودانت والمغرب في أكبر الملتقيات والمنتديات الدولية.
ثم فسح المجال للضيوف والحاضرين للتدخل لمناقشة الموضوع. وبالفعل كانت جل التدخلات في مستوى النقاش.
وكانت في مجملها تحوم حول
وتوشحت الجلسة الفكرية بتدخلات ومساهمات لزمرة من الأساتذة والفقهاء في مقدمتهم الفقيه العلامة الأستاذ الحاج محمد بوبلي عضو المجلس العلمي إلى جانب الفقيه سيدي الحاج أيت بن أحمد.
وكانت جل التدخلات تحوم حول قضايا الفكر الاسلامي بصفة عامة والمذهب الأشعري بصفة خاصة؛ بالإضافة إلى الإشكاليات الجوهرية التي طبعت الفكر الفلسفي والإسلامي؛ ومدى تأثر الاجتهادات الفقهية بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية في تلك الحقبة التاريخية وعلاقتها بالفكر الفلسفي اليوناني والفارسي والتركي ومدى تأثير وتأثر الفكر الإسلامي والمذاهب الفكرية بتك السجالات المذهبية والعقائدية والأيدلولوجية.
ولأن ثقافة الاعتراف بالجميل من قيم المنتدى فقد تقدم رئيس المنتدى المختار النواري بوافر الشكر والتقدير للأستاذ حسن أمدوغ عضو المنتدى والرئيس السابق على حفاوة الاستقبال والترحيب وهو الشاعر والأديب والناقد.
وتوجه بوافر الشكر والتقدير للعلامة الفقيه الأستاذ الحاج محمد بوبلي على تفضله بتقديم مجموعة من أمهات الكتب والمراجع الأدبية والفقهية لفائدة المنتدى والمسامهة في إغناء خزانة المنتدى بكتب قيمة.
كما أكد أن المنتدى نهج الانفتاح على مختلف الطاقات الإبداعية بالمدينة التي من شأنها أن تساهم للنهوض بالمشهد الثقافي والأدبي والفني بالمدينة مع تقديم الشكر كذلك للمنابر الإعلامية التي واكبت وتواكب لقاءات المنتدى.
وتقدم للفقيه سي الحاج أيت بن أحمد أحد أعمدة المنتدى عبر تاريخ تأسيسه بكلمة ختام حفل افتتاح الموسم الثقافي في أمسية ثقافية بهيجة.
والتي اختتمها بالدعاء لضحايا الزلزال المدمر الذي تعرض له إليه إقليمي الحوز وتارودانت وضحايا حرب غزة وأيضاً بالدعاء بالشفاء للجرحى والمصابين.

بقلم سعيد الهياق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى