“الموارد المائية في واد العبيد: تحديات الجفاف والاستغلال المفرط”

يتأثر المغرب، شأنه شأن بلدان البحر الأبيض المتوسط، سلباً بتغير المناخ، وهو ما ينعكس بوضوح في زيادة الظواهر المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف. و يتميز المغرب بأنماط هطول الأمطار غير منتظمة، سواء في الزمان أو المكان. وقد أثر ذلك على الإمكانيات المائية الكامنة في الأطلس الكبير الأوسط، الذي لطالما اعتُبر خزانا مائيا لجهة بني ملال-خنيفرة. حيث تتعرض الموارد المائية السطحية و الباطنية لاضطرابات كبيرة وأصبحت غير كافية لتلبية الاحتياجات الزراعية، المنزلية والصناعية للمنطقة.
تشكل عالية واد العبيد جزءًا من الأطلس الكبير الأوسط، و هي تتميز من خلال موقعها الجغرافي وتكوينها الصخري بوجود موارد مائية جوفية وسطحية هامة. الا أن هذه الموارد تعاني منذ ثمانينيات القرن الماضي من انخفاض ملحوظ. بل إن العديد من العيون والمجاري المائية أصبحت مهددة بالجفاف نتيجة التغيرات المناخية، والاستغلال المفرط الناتج عن اعتماد أنشطة أكثر تطلبا لهذه المادة الحيوية. وقد بات معظم سكان هذه المناطق يعتمدون على زراعة الأشجار المثمرة والزراعات التي تحتاج إلى كميات هامة من الماء مما ساهم في تراجع مخيف للمورد المائية بهذه المنطقة.
من هذا المنطلق وفي إطار الاستنفار غير المسبوق حول الوضعية المائية التي تعيشها المنطقة والأحواض المائية الجبلية للأطلس الكبير الأوسط، تنظم جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة مع مختبر دينامية المشاهد، والمخاطر والتراث، بكلية الآداب والعلوم الانسانية بني ملال بشراكة مع مجلس جهة بني ملال خنيفرة، و المجلس الإقليمي لبني ملال، و المجلس الجماعي لأغبالة، و وكالة الحوض المائي لأم الربيع، و جمعية أطلس للبيئة والتنمية أغبالة، و جمعية أخيام، و جمعية جيوبارك و الائتلاف المغربي من أجل المناخ و التنمية المستدامة النسخة السادسة من الأيام الهيدرولوجية أيام 25و26 ماي 2024 في موضوع:
” الموارد الطبيعية والتغيرات المناخية بعالية واد العبيد: التشخيص والتثمين”
يهدف هذا النشاط العلمــــــــــي لإبراز الخصوصيات الطبيعية المميزة للمجالات الجبلية للاستفادة منها وتتمينها والعمل على دمجها في اقتراح وخلق برامج تنموية تتماشى مع الخصوصيات البشرية والثقافية لهذا المجال الهام من التراب الوطني، في ضل التغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى