بقلم سعيد الهياق
نظمت جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع بشراكة مع مكتبة سرتي حفل تقديم وتوقيع كتاب ” تارودانت كما عشتها… أوراق الزمن الجميل”؛ وذلك ليلة 23 مارس 2024 أمام المقر الدائم لمعرض المنتوجات المجالية قرب مقر عمالة تارودانت.
ويندرج هذا العرس الثقافي في إطار تظاهرة ” ليالي رمضان” من تنظيم جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 30 مارس 2024.
واستهل حفل افتتاح العرس الثقافي بفقرات موسيقية وغنائية من عبق فن الملحون والطرب الأصيل فسحت المجال للحضور لاسترجاع أنغام الزمن الجميل للأغنية المغربية بمختلف الإيقاعية الموسيقية.
وبعد ذلك تناول قدم الكاتب والناقد منير المنيري، ورقة نقدية حول الكتاب تمحورت حول طرق بناء المعنى وتوضيب الأحداث في سيرة “تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل”.
فأشار بأن الأحداث لم تبنى بطريقة كلاسيكية وإنما انتهج فيها كاتبها نهجا منبثقا عن المواضيع التي عنون بها محاور السيرة الذاتية. كما تطرق الكاتب إلى تقنيات السرد المعتمدة، والتي مزج فيها الكاتب بين الطرائق الكلاسيكية كالعنونة، والغرائبية، والتكرار، والطرائق الحديثة، كالتجاور، واللغة التصويرية، والتوثيق.
وفي الأخير ختم ورقته النقدية الدقيقة بكون العمل يتجاوز سيرة الرجل إلى كونه سيرة مدينة، عبر ثلاثة عقود من الزمن الجميل، أي من بداية التسعينات إلى سنة 2022.
ثم تلتها ورقة بعنوان ” بطاقة اعتراف بالجميل” قدمها الإعلامي سعيد الهياق الذي رافق المحتفى به منذ سنة 2015 عبر عدة محطات ثقافية وفنية بمختلف ربوع إقليم تارودانت إلى عدة زيارت للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء وحضور الحفل الختامي للأيام الثقافية والفنية التي نظمتها جمعية أوليم للتنمية المستدامة بمسرح محمد الخامس بالرباط بتاريخ 07 يناير 2018 بمناسبة الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2968.
وجاءت تلك الورقة بإيجاز مختصر كالتالي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ ونحن في خضم هذه الأجواء الرمضانية في رحاب هذا الشهر الفضيل؛ سلاماً لمن مر على مرنا فحلاه كالعسل؛ سلام الله عليك يا عريس هذه الأمسية الثقافية والفنية البهيجة.
سلاماً على أَعْيُنٍ ذاقتْ مرارة صراع الوجود الطبيعي في زمن جائحة كورونا، وعلى أَعْيُنٍ تجرعت مرارة غدر الزمان بعد فاجعة الزلزال المدمر الأليمة. كأنها طامة كبرى دكت الأرض دكاً في لمح البصر، وتركت الناس سكارى وماهم بسكارى. يتسابقون إلى الخلاء وهم حُفاةٌ عُراةٌ إلا ما بقي من أوراق التوت.
خالد… يا خالد أيها الكتبي المتوهج الذي أعاد إلى الواجهة زمن المكتبة الجميل: ” شكراً خالد سرتي لأنك كسرت الطوق وصنعت الحدث” ص 305.
خالد… يآ خالد… خالد الشنگيطي شكراً لك على إحياء جسور الثقافة والتواصل مع رواد الأدب والإبداع. وكأني بك سيدي الفاضل الدكتور خالد تحمل في جوفك إعادة رسالة الأجداد الأمجاد في الأدب ومكارم الأخلاق.
منير… يآ منير… منير المنيري أيها الناقد المائز، ويا أمين سر كتاب ” رسائل من كورونا”؛ شكراً لك على تلك القراءة النقدية القيمة.
كروم… يآ كروم… أيها الأديب الموسوعي الألمعي، يا سيد ” سيدات المدينة” أفعلتَ فعلتكَ ” قريباً سأحبك ” رواية صدرت 2014 و تركتها وهجرتها. وتركت كل الأماكن مشتاقة لك. فقررت سنة 2016 الذهاب إلى الرباط للالتحاق بسلك التفتيش. وكانت المدينة في الموعد ولم تخذل فصول التاريخ الذي كتبته من ذهب وحظيت بتكريم خاص من أهلها: ” التكريم كان لحظة لتكريس قيم الاعتراف بالجميل، والتواصل في ليلة رمضانية خاصة جداً. ولأني حضرت من مكان بعيد فقد حظيت أيضاً رفقة أعضاء الجمعية وشخصيات أخرى بكرم حاتمي من طرف جاري العزيز الأستاذ لحسن أولباس وحرمه في بيته العامر بحي المحايطة…” ص 302
عبد ربه سعيد الهياق كان آخر من التحق بجمعية ابن سليمان الروداني كمتاعطف. ولعلك تتذكر سيدي الفاضل الأستاذ سي محمد كروم، يوم أتيت كعجوز من الغابر، أتأثأ وأتعلثم في أول تدخل أمام حضور مكثف في زمن تقديم وتوقيع رواية ” أوان الحرب.. أوان الحب ” للروائي كريم بلاد كان ذلك بمدرسة لينا للتعليم الخاص بالمحايطة سنة 2014، وكان ذلك بدعوة من الأستاذ شكيب أريج.
وكأنك تقول في جوفك، أي لعنة هذه أصابت مجلسنا هذا…؟ واي كأنها ريح شؤم قذفتها أعاصير الزمن الغابر.
ومن تم بدأ المشوار مشوار طويل ولازال مستمراً.
كروم… كروم… تركت على حين غرة ملهمتك تندب حظها التعيس في صمت رهيب؛ ودفنت الماضي بجرة القلم ” يستوجب أن يُنسى كأن لم يكن.” ص 5
ويومها في صيف سنة 1992 حللت بها دون معرفة تذكر: لم تكن لدي أدنى فكرة عن المدينة” ص7
ومن يومها عشقتها وعشقتك لمدة ربع قرن أو يزيد؛ وكنت نعم الأستاذ المربي، ونعم الإطار التربوي المقتدر، نعم المؤطر الكفء في مجال التربية والتعليم والتأطير.
مسيرة حاشدة بالانجازات الفردية والجماعية في المسرح التلاميذي، وفن كتابة القصة القصيرة، و تنظيم الورشات النظرية والتطبيقية، وتنظيم عدة ملتقيات جهوية ووطنية.
” تارودانت كما عشتها” يوثق لما يفوق ربع قرن من الزمان، وهي الفترة التي قضيتها فيهكذا كان الاحتفاء بالأديب محمد كروم مبدع كتاب ” تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل”
بقلم سعيد الهياق
نظمت جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع بشراكة مع مكتبة سرتي حفل تقديم وتوقيع كتاب ” تارودانت كما عشتها… أوراق الزمن الجميل”؛ وذلك ليلة 23 مارس 2024 أمام المقر الدائم لمعرض المنتوجات المجالية قرب مقر عمالة تارودانت.
ويندرج هذا العرس الثقافي في إطار تظاهرة ” ليالي رمضان” من تنظيم جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 30 مارس 2024.
واستهل حفل افتتاح العرس الثقافي بفقرات موسيقية وغنائية من عبق فن الملحون والطرب الأصيل فسحت المجال للحضور لاسترجاع أنغام الزمن الجميل للأغنية المغربية بمختلف الإيقاعية الموسيقية.
وبعد ذلك تناول قدم الكاتب والناقد منير المنيري، ورقة نقدية حول الكتاب تمحورت حول طرق بناء المعنى وتوضيب الأحداث في سيرة “تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل”.
فأشار بأن الأحداث لم تبنى بطريقة كلاسيكية وإنما انتهج فيها كاتبها نهجا منبثقا عن المواضيع التي عنون بها محاور السيرة الذاتية. كما تطرق الكاتب إلى تقنيات السرد المعتمدة، والتي مزج فيها الكاتب بين الطرائق الكلاسيكية كالعنونة، والغرائبية، والتكرار، والطرائق الحديثة، كالتجاور، واللغة التصويرية، والتوثيق.
وفي الأخير ختم ورقته النقدية الدقيقة بكون العمل يتجاوز سيرة الرجل إلى كونه سيرة مدينة، عبر ثلاثة عقود من الزمن الجميل، أي من بداية التسعينات إلى سنة 2022.
ثم تلتها ورقة بعنوان ” بطاقة اعتراف بالجميل” قدمها الإعلامي سعيد الهياق الذي رافق المحتفى به منذ سنة 2015 عبر عدة محطات ثقافية وفنية بمختلف ربوع إقليم تارودانت إلى عدة زيارت للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء وحضور الحفل الختامي للأيام الثقافية والفنية التي نظمتها جمعية أوليم للتنمية المستدامة بمسرح محمد الخامس بالرباط بتاريخ 07 يناير 2018 بمناسبة الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2968.
وهكذا تكلم سعيد الهياق بإيجاز مختصر كالتالي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ ونحن في خضم هذه الأجواء الرمضانية في رحاب هذا الشهر الفضيل؛ سلاماً لمن مر على مرنا فحلاه كالعسل؛ سلام الله عليك يا عريس هذه الأمسية الثقافية والفنية البهيجة.
سلاماً على أَعْيُنٍ ذاقتْ مرارة صراع الوجود الطبيعي في زمن جائحة كورونا، وعلى أَعْيُنٍ تجرعت مرارة غدر الزمان بعد فاجعة الزلزال المدمر الأليمة. كأنها طامة كبرى دكت الأرض دكاً في لمح البصر، وتركت الناس سكارى وماهم بسكارى. يتسابقون إلى الخلاء وهم حُفاةٌ عُراةٌ إلا ما بقي من أوراق التوت.
خالد… يا خالد أيها الكتبي المتوهج الذي أعاد إلى الواجهة زمن المكتبة الجميل: ” شكراً خالد سرتي لأنك كسرت الطوق وصنعت الحدث” ص 305.
خالد… يآ خالد… خالد الشنگيطي شكراً لك على إحياء جسور الثقافة والتواصل مع رواد الأدب والإبداع. وكأني بك سيدي الفاضل الدكتور خالد تحمل في جوفك إعادة رسالة الأجداد الأمجاد في الأدب ومكارم الأخلاق.
منير… يآ منير… منير المنيري أيها الناقد المائز، ويا أمين سر كتاب ” رسائل من كورونا”؛ شكراً لك على تلك القراءة النقدية القيمة.
كروم… يآ كروم… أيها الأديب الموسوعي الألمعي، يا سيد ” سيدات المدينة” أفعلتَ فعلتكَ ” قريباً سأحبك ” رواية صدرت 2014 و تركتها وهجرتها. وتركت كل الأماكن مشتاقة لك. فقررت سنة 2016 الذهاب إلى الرباط للالتحاق بسلك التفتيش. وكانت المدينة في الموعد ولم تخذل فصول التاريخ الذي كتبته من ذهب وحظيت بتكريم خاص من أهلها: ” التكريم كان لحظة لتكريس قيم الاعتراف بالجميل، والتواصل في ليلة رمضانية خاصة جداً. ولأني حضرت من مكان بعيد فقد حظيت أيضاً رفقة أعضاء الجمعية وشخصيات أخرى بكرم حاتمي من طرف جاري العزيز الأستاذ لحسن أولباس وحرمه في بيته العامر بحي المحايطة…” ص 302
عبد ربه سعيد الهياق كان آخر من التحق بجمعية ابن سليمان الروداني كمتاعطف. ولعلك تتذكر سيدي الفاضل الأستاذ سي محمد كروم، يوم أتيت كعجوز من الغابر، أتأثأ وأتعلثم في أول تدخل أمام حضور مكثف في زمن تقديم وتوقيع رواية ” أوان الحرب.. أوان الحب ” للروائي كريم بلاد كان ذلك بمدرسة لينا للتعليم الخاص بالمحايطة سنة 2014، وكان ذلك بدعوة من الأستاذ شكيب أريج.
وكأنك تقول في جوفك، أي لعنة هذه أصابت مجلسنا هذا…؟ واي كأنها ريح شؤم قذفتها أعاصير الزمن الغابر.
ومن تم بدأ المشوار مشوار طويل ولازال مستمراً.
كروم… كروم… تركت على حين غرة ملهمتك تندب حظها التعيس في صمت رهيب؛ ودفنت الماضي بجرة القلم ” يستوجب أن يُنسى كأن لم يكن.” ص 5
ويومها في صيف سنة 1992 حللت بها دون معرفة تذكر: لم تكن لدي أدنى فكرة عن المدينة” ص7
ومن يومها عشقتها وعشقتك لمدة ربع قرن أو يزيد؛ وكنت نعم الأستاذ المربي، ونعم الإطار التربوي المقتدر، نعم المؤطر الكفء في مجال التربية والتعليم والتأطير.
مسيرة حاشدة بالانجازات الفردية والجماعية في المسرح التلاميذي، وفن كتابة القصة القصيرة، و تنظيم الورشات النظرية والتطبيقية، وتنظيم عدة ملتقيات جهوية ووطنية.
” تارودانت كما عشتها” يوثق لما يفوق ربع قرن من الزمان، وهي الفترة التي قضيتها في مدينة تارودانت. وفيه يجد القارئ مزيجاً من السيرة الذاتية والسيرة الجماعية، سيرة مدينة، بأحيائها وأسواقها وعمرانها، وشوارعها ومجتمعها وحدائقها ومجالات إقليمها… ” ص2
وقد لخص أجوبة تلك الأسئلة التي تناولت قضايا أكاديمية من قبل مسألة التناص، ماهية النظريات وآليات التناص في النقد الأدبي المعاصر، بعجالة نظراً للظروف الزمكانية.
وقد تطرق إلى البعض منها حيث كتب:” ولقد اخترت له عنواناً فرعياً (أوراق الزمن الجميل)لكونه ركز على نقل الجانب الجميل و المشرق في التجربة التي عشتها، وحاولت نقلها. فلو كتبت عن كل شيء لاحتجت إلى أكثر كتاب، و لخرجت عن المقصد الذي أردته من الكتابة. ” ص 2
وعن جواب حول الأسئلة المتعلقة بتك المقالب والتشنجات الفردية والجماعية ومجموعة من السلوكيات غير اللائقة التي واجهته والتي تعرض لها من طرف بعض فسيفساء المجتمع المدني في مختلف البناء والسمرة والمعاملات بمختلف أنواعها. فقد تركها جانباً بكل عنوان وشهامة: فبعض ما عشنها، وبعض من عشنا معهم، لا يستحق ذكراً، ولا يفيد القارئ في شيء، بل يستوجب أن ينسى كأن لم يكن.
وما ضمته دفتا هذا الكتاب سبق نشره في حلقات على صفحات الفيسبوك قبل أن يوثق هنا ليكون شهادة على مرحلة معينة، وعلى تجربة حياة عشتها بامتلاء وحب، وليكون رداً على موجات الطمس والمحو التي تحركها أصابع الدهر وناسه، كما قال شاعر العربية:
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
” ص 2
وعن إشكالية سرد السيرة الذاتية ؟ أهو مؤلفها أم أن هناك سارداً مستقلاً عنه ؟
و عن ماهية علاقة السيرة الذاتية بالكتابة التاريخية ؟
فقد كتب الدكتور سعيد بلگراد المفكر والناقد الأكاديمي في مجلة الشرق الأوسط بتاريخ فاتح فبراير 2023: ” تعد السيرة شكلاً من أشكال كتابة التاريخ، ونظراً لأهمية دورها في توثيق حياة المشاهير، غدت من الأدب الشخصي. وتتنوع صيغ كتابة السير الروائية، فمن الترجمة التي تعد أكثر تلك الصيغ قدماً، إلى السيرة الذاتية، والسيرة الغيرية، والسيرة النسوية، وغيرها. وعادة ما تسمى الرواية التي موضوعها شخصية حقيقية مشهورة بـ«رواية السيرة»، وهي تختلف عن الرواية التي موضوعها شخصية متخيلة، تتمركز حولها البطولة، وتلتقي عندها خيوط الحبكة تأزماً وانفراجاً.
ولأن رواية السيرة نمط من أنماط كتابة التاريخ، يغدو التطابق الزماني مع الماضي، – كما يذهب ميشال بوتور – طريقاً لإلقاء نظرة على المستقبل.
ووصف فيليب لوجون هذا التطابق بالميثاق السيري الذي بسببه تغدو الحياة منتجة للنص السردي، وليس العكس. وتساءل لوجون، وهو بصدد الضمائر السردية، ما المانع من كتابة المرء سيرته بضمير الغائب؟
وهذا التساؤل يُخفي وراءه إشكالية كبيرة لم يستطع لوجون حلها، وتتعلق بالذي يسرد السيرة الذاتية، أهو مؤلفها أم أن هناك سارداً مستقلاً عنه؟ وهل يختلف الأمر مع كل واحد منهما، فيما إذا كان السرد بضمير المتكلم أو كان بضمير الغائب؟
عموماً تظل الإشكالية مع السيرة الذاتية أكبر منها مع السيرة الغيرية أو الترجمية، لأن في الأخيرة يكون السارد ذا هيئة واضحة مستقلة عن هيئة الشخصية صاحبة السيرة. وتختلف رواية السيرة عن الرواية التسجيلية أو الوثائقية، لأن الأخريين تتعلقان بفترة زمنية محددة أو قضية عامة، بها ترتبط مجموعة من الشخصيات، وإليها تعود الوثائق المدمجة في النص السردي.
وعادة ما تستعين الرواية التسجيلية بالكولاج والمونتاج لأجل إعطاء النص سمة وقائعية، وفي الوقت نفسه يتخفى السارد عن أعين القراء.
وأياً كانت السيرة، فإن أهميتها اليوم واضحة، بما صارت تحرزه من تقدم على سائر الأنواع السردية المنضوية في جنس الرواية، فضلاً عن تصدرها عالم الإنتاج الروائي عربياً وعالمياً.”
وتوشح حفل تقديم وتوقيع كتاب” تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل ” بعدة شهادة من أدباء وأساتذة وممثلي بعض أطياف النسيج الجمعوي.
وتقدم الدكتور إبراهيم الرامي بكلمة مؤثرة عن قدماء تلاميذ ثانوية ابن سليمان الروداني؛ والذي يشغل مدير مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية بأكادير مؤثرة في حق المحتفى به؛ وجاءت كالآتي:
” محمد كروم الأستاذ والأخ والصديق والموجه، مسميات كثيرة والمسمى واحد إنه ذلك الرجل الإسثتنائي الذي طبع مسارا حافلا بالتميز والعطاء بمدينة تارودانت. تلك المدينة التي سكنها وسكنته، محمد كروم رجل المبادرات وبإمتياز وما زال كما عهدناه رجلا لا يكل ولا يمل وأينما مر وارتحل ينثر البدور ويسقي الأمل لمغرب أكثر إشراقا وتنمية”
وبدوره تقدمت الأستاذة أسماء الناصفي، نائبة رئيس المجلس الجماعي سابقاً والتي كانت مكلفة بالشأن الثقافي بشهادة مؤثرة أبهرت الحضور قبل المحتفى به؛ من جهة كأستاذ سابق لبعص أبنائها مشهود له بالجدية والمثابرة.
ومن جهة أخرى تعاملت معه كمكلفة بتدبير الشأن الثقافي بالمجلس الجماعي حيث أشادت بخصاله الحميدة وحنكته الخارقة في تنظيم الملتقيات الثقافية المحلية والوطنية الكبرى بعقلانية في تدبير الموارد دون تعنث أو تكبر مهما كان هجم تلك الملتقيات والتظاهرات. كما تميزت تلك الملتقيات منها الملتقى السنوي الوطني للقصة القصيرة بحضور عباقرة الأدب وكبار الأدباء منهم على سبيل الحصر الأديب الحكيم أحمد بوزفور عميد القصة القصيرة، والفيلسوف الدكتور ربيع مبارك والدكتور المفكر سعيد بلگراد والدكتور حسن الطالب، الفائز بجائزة كتاب المغرب لسنة 2018 صنف الترجمة إلى جانب نخبة من الأدباء من مختلف ربوع الوطن مع فسح المجال للطاقات المحلية من في شتى أصناف الأجناس الأدبية قصد مد جسور التواصل وتبادل الخبرات والتجارب مع الرواد.
وقد تم كذلك الاحتفاء بالكتاب والمبدعين الشباب واليافعين من أجل تحفيزهم على ثقافة الكتابة والإبداع. وأشارت إلى مجموعة من الأسماء الحاضرة في الحفل والتي سبق لها أن فازت في عدد من المسابقات الثقافية السابقة؛ ومنها من وولجت على عالم الكتابة الإبداع من بوابه الواسع.
وكانت الصفحة الأخيرة 305 من الكتاب عبارة عن بطاقات شكر فردية وجماعية.
أخجلتني سيدي الفاضل الأستاذ محمد كروم الأديب الموسوعي الألمعي بتلك الشهادة التاريخية ” شكراً سعيد الهياق الرجل الاستثنائي في هذا الزمن الاستثنائي”
وترسيخاً لثقافة الاعتراف بالجميل حظي المحتفى الأديب محمد كروم عريس الليلة الثقافية الباذخة بتكريم من خالد سرتي والدكتور خالد الشنگيطي رئيس جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع.
وترسيخاً لثقافة الاعتراف بالجميل قدم خالد سرتيه شهادة تقديرية مرصعة بجواهر الصناعة التقليدية.
و بدوره قدم الدكتور خالد الشنگيطي هدية رمزية عبارة عن زربية من عبق التاريخ تعود إلى أمجاد آل الشنگيطي. نظير هذا السجل الذهبي التاريخي الذي قدمه للمدينة ” تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل”.
وأيضاً تجسيداً لما قدمه الأديب محمد كروم لمدينة تارودانت في مجال التربية والتعليم والتأطير وصناعة الأجيال في المسرح والشعر والقصة والرواية والكتابة التاريخية طيلة ثلاثة عقود بسخاء ونكران الذات.
ومن تم فسح المجال لتوقيع نسخ من الكتاب والتي نفذت بالكامل وهي رسالة من الحضور بقيمة الكتاب وبقيمة المحتفى به.
وعن تنظيم هذه الملحمة الثقافية والفنية الكبرى صرح الدكتور خالد الشنگيطي أن
هذه الملحمة الرمضانية الكبرى التي تنظم لأول بتارودانت تهدف إلى خلق عدة لقاءات ثقافية وفنية ورياضية لفسح المجال للساكنة ولأبنائها للاستمتاع بطقوس ليالي رمضان بالهواء الطلق بعيداً عن الأنماط الكلاسيكية مع خلق فضاءات تراعي نمط العائلة.
ولهذا الغرض نظمت الجمعية أروقة على هندسة خيام بمواصفات حديثة لمد جسور بين الحاضر والماضي.
كما تروم هذه التظاهرات الكبرى حسب تصريح الدكتور خالد الشنگيطي إلى التعريف بالموروث الثقافي المادي واللامادي المحلي عبر تنظيم عدة معارض للصناعة التقليدية، وكذلك فسح المجال للزوار بزيارة عالم المكتبة ومختلف أروقة المنتوجات المجالية المتنوعة للتسوق والاطلاع على آخر المستجدات في فضاءات الأروقة المحكمة التنظيم بإشراف من السلطات المحلية والإقليمية. مدينة تارودانت. وفيه يجد القارئ مزيجاً من السيرة الذاتية والسيرة الجماعية، سيرة مدينة، بأحيائها وأسواقها وعمرانها، وشوارعها ومجتمعها وحدائقها ومجالات إقليمها… ” ص2
وقد لخص أجوبة تلك الأسئلة التي تناولت قضايا أكاديمية من قبل مسألة التناص، ماهية النظريات وآليات التناص في النقد الأدبي المعاصر، بعجالة نظراً للظروف الزمكانية.
وقد تطرق إلى البعض منها حيث كتب:” ولقد اخترت له عنواناً فرعياً (أوراق الزمن الجميل)لكونه ركز على نقل الجانب الجميل و المشرق في التجربة التي عشتها، وحاولت نقلها. فلو كتبت عن كل شيء لاحتجت إلى أكثر كتاب، و لخرجت عن المقصد الذي أردته من الكتابة. ” ص 2
وعن جواب حول الأسئلة المتعلقة بتك المقالب والتشنجات الفردية والجماعية ومجموعة من السلوكيات غير اللائقة التي واجهته والتي تعرض لها من طرف بعض فسيفساء المجتمع المدني في مختلف البناء والسمرة والمعاملات بمختلف أنواعها. فقد تركها جانباً بكل عنوان وشهامة: فبعض ما عشنها، وبعض من عشنا معهم، لا يستحق ذكراً، ولا يفيد القارئ في شيء، بل يستوجب أن ينسى كأن لم يكن.
وما ضمته دفتا هذا الكتاب سبق نشره في حلقات على صفحات الفيسبوك قبل أن يوثق هنا ليكون شهادة على مرحلة معينة، وعلى تجربة حياة عشتها بامتلاء وحب، وليكون رداً على موجات الطمس والمحو التي تحركها أصابع الدهر وناسه، كما قال شاعر العربية:
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
” ص 2
وعن إشكالية سرد السيرة الذاتية ؟ أهو مؤلفها أم أن هناك سارداً مستقلاً عنه ؟
و عن ماهية علاقة السيرة الذاتية بالكتابة التاريخية ؟
فقد كتب الدكتور سعيد بلگراد المفكر والناقد الأكاديمي في مجلة الشرق الأوسط بتاريخ فاتح فبراير 2023: ” تعد السيرة شكلاً من أشكال كتابة التاريخ، ونظراً لأهمية دورها في توثيق حياة المشاهير، غدت من الأدب الشخصي. وتتنوع صيغ كتابة السير الروائية، فمن الترجمة التي تعد أكثر تلك الصيغ قدماً، إلى السيرة الذاتية، والسيرة الغيرية، والسيرة النسوية، وغيرها. وعادة ما تسمى الرواية التي موضوعها شخصية حقيقية مشهورة بـ«رواية السيرة»، وهي تختلف عن الرواية التي موضوعها شخصية متخيلة، تتمركز حولها البطولة، وتلتقي عندها خيوط الحبكة تأزماً وانفراجاً.
ولأن رواية السيرة نمط من أنماط كتابة التاريخ، يغدو التطابق الزماني مع الماضي، – كما يذهب ميشال بوتور – طريقاً لإلقاء نظرة على المستقبل.
ووصف فيليب لوجون هذا التطابق بالميثاق السيري الذي بسببه تغدو الحياة منتجة للنص السردي، وليس العكس. وتساءل لوجون، وهو بصدد الضمائر السردية، ما المانع من كتابة المرء سيرته بضمير الغائب؟
وهذا التساؤل يُخفي وراءه إشكالية كبيرة لم يستطع لوجون حلها، وتتعلق بالذي يسرد السيرة الذاتية، أهو مؤلفها أم أن هناك سارداً مستقلاً عنه؟ وهل يختلف الأمر مع كل واحد منهما، فيما إذا كان السرد بضمير المتكلم أو كان بضمير الغائب؟
عموماً تظل الإشكالية مع السيرة الذاتية أكبر منها مع السيرة الغيرية أو الترجمية، لأن في الأخيرة يكون السارد ذا هيئة واضحة مستقلة عن هيئة الشخصية صاحبة السيرة. وتختلف رواية السيرة عن الرواية التسجيلية أو الوثائقية، لأن الأخريين تتعلقان بفترة زمنية محددة أو قضية عامة، بها ترتبط مجموعة من الشخصيات، وإليها تعود الوثائق المدمجة في النص السردي.
وعادة ما تستعين الرواية التسجيلية بالكولاج والمونتاج لأجل إعطاء النص سمة وقائعية، وفي الوقت نفسه يتخفى السارد عن أعين القراء.
وأياً كانت السيرة، فإن أهميتها اليوم واضحة، بما صارت تحرزه من تقدم على سائر الأنواع السردية المنضوية في جنس الرواية، فضلاً عن تصدرها عالم الإنتاج الروائي عربياً وعالمياً.”
وتوشح حفل تقديم وتوقيع كتاب” تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل ” بعدة شهادة من أدباء وأساتذة وممثلي بعض أطياف النسيج الجمعوي.
وتقدم الدكتور إبراهيم الرامي بكلمة مؤثرة عن قدماء تلاميذ ثانوية ابن سليمان الروداني؛ والذي يشغل مدير مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية بأكادير مؤثرة في حق المحتفى به؛ وجاءت كالآتي:
” محمد كروم الأستاذ والأخ والصديق والموجه، مسميات كثيرة والمسمى واحد إنه ذلك الرجل الإسثتنائي الذي طبع مسارا حافلا بالتميز والعطاء بمدينة تارودانت. تلك المدينة التي سكنها وسكنته، محمد كروم رجل المبادرات وبإمتياز وما زال كما عهدناه رجلا لا يكل ولا يمل وأينما مر وارتحل ينثر البدور ويسقي الأمل لمغرب أكثر إشراقا وتنمية”
وبدوره تقدمت الأستاذة أسماء الناصفي، نائبة رئيس المجلس الجماعي سابقاً والتي كانت مكلفة بالشأن الثقافي بشهادة مؤثرة أبهرت الحضور قبل المحتفى به؛ من جهة كأستاذ سابق لبعص أبنائها مشهود له بالجدية والمثابرة.
ومن جهة أخرى تعاملت معه كمكلفة بتدبير الشأن الثقافي بالمجلس الجماعي حيث أشادت بخصاله الحميدة وحنكته الخارقة في تنظيم الملتقيات الثقافية المحلية والوطنية الكبرى بعقلانية في تدبير الموارد دون تعنث أو تكبر مهما كان هجم تلك الملتقيات والتظاهرات. كما تميزت تلك الملتقيات منها الملتقى السنوي الوطني للقصة القصيرة بحضور عباقرة الأدب وكبار الأدباء منهم على سبيل الحصر الأديب الحكيم أحمد بوزفور عميد القصة القصيرة، والفيلسوف الدكتور ربيع مبارك والدكتور المفكر سعيد بلگراد والدكتور حسن الطالب، الفائز بجائزة كتاب المغرب لسنة 2018 صنف الترجمة إلى جانب نخبة من الأدباء من مختلف ربوع الوطن مع فسح المجال للطاقات المحلية من في شتى أصناف الأجناس الأدبية قصد مد جسور التواصل وتبادل الخبرات والتجارب مع الرواد.
وقد تم كذلك الاحتفاء بالكتاب والمبدعين الشباب واليافعين من أجل تحفيزهم على ثقافة الكتابة والإبداع. وأشارت إلى مجموعة من الأسماء الحاضرة في الحفل والتي سبق لها أن فازت في عدد من المسابقات الثقافية السابقة؛ ومنها من وولجت على عالم الكتابة الإبداع من بوابه الواسع.
وكانت الصفحة الأخيرة 305 من الكتاب عبارة عن بطاقات شكر فردية وجماعية.
أخجلتني سيدي الفاضل الأستاذ محمد كروم الأديب الموسوعي الألمعي بتلك الشهادة التاريخية ” شكراً سعيد الهياق الرجل الاستثنائي في هذا الزمن الاستثنائي”
وترسيخاً لثقافة الاعتراف بالجميل حظي المحتفى الأديب محمد كروم عريس الليلة الثقافية الباذخة بتكريم من خالد سرتي والدكتور خالد الشنگيطي رئيس جمعية جسور تارودانت للثقافة والإبداع.
وترسيخاً لثقافة الاعتراف بالجميل قدم خالد سرتي شهادة تقديرية مرصعة بجواهر الصناعة التقليدية.
و بدوره قدم الدكتور خالد الشنگيطي هدية رمزية عبارة عن زربية من عبق التاريخ تعود إلى أمجاد آل الشنگيطي. نظير هذا السجل الذهبي التاريخي الذي قدمه للمدينة ” تارودانت كما عشتها… أوراق من الزمن الجميل”.
وأيضاً تجسيداً لما قدمه الأديب محمد كروم لمدينة تارودانت في مجال التربية والتعليم والتأطير وصناعة الأجيال في المسرح والشعر والقصة والرواية والكتابة التاريخية طيلة ثلاثة عقود بسخاء ونكران الذات.
ومن تم فسح المجال لتوقيع نسخ من الكتاب والتي نفذت بالكامل وهي رسالة من الحضور بقيمة الكتاب وبقيمة المحتفى به.
وعن تنظيم هذه الملحمة الثقافية والفنية الكبرى صرح الدكتور خالد الشنگيطي أن
هذه الملحمة الرمضانية الكبرى التي تنظم لأول بتارودانت تهدف إلى خلق عدة لقاءات ثقافية وفنية ورياضية لفسح المجال للساكنة ولأبنائها للاستمتاع بطقوس ليالي رمضان بالهواء الطلق بعيداً عن الأنماط الكلاسيكية مع خلق فضاءات تراعي نمط العائلة.
ولهذا الغرض نظمت الجمعية أروقة على هندسة خيام بمواصفات حديثة لمد جسور بين الحاضر والماضي.
كما تروم هذه التظاهرات الكبرى حسب تصريح الدكتور خالد الشنگيطي إلى التعريف بالموروث الثقافي المادي واللامادي المحلي عبر تنظيم عدة معارض للصناعة التقليدية، وكذلك فسح المجال للزوار بزيارة عالم المكتبة ومختلف أروقة المنتوجات المجالية المتنوعة للتسوق والاطلاع على آخر المستجدات في فضاءات الأروقة المحكمة التنظيم بإشراف من السلطات المحلية والإقليمية.