الدار البيضاء – عادل الحصار
فريد القاطي ابن مدينة تازة السفلى فنان مغربي مثقف يقيم بفرنسا راكم تجارب كبيرة و متنوعة منذ صغره حيث كانت بدايته مع الفن في سن مبكرة بدءا من ست سنوات مرورا بسن المراهقة و الشباب من خلال الأنشطة المدرسية منها الحفلات الفنية المنظمة في المناسبات الوطنية من بينها عيد العرش عيد الاستقلال و غيرها …
و لمعرفة المزيد حول مسيرة و جديد الفنان فريد القاطي كان لنا معه اتصال أعلن من خلاله عن إطلاقه لمشروع فني خاص هو عبارة عن أستوديو أنلوك أطلق عليه اسم ” فريد القاطي بروديكسيون” و الهدف من هذا المشروع هو العمل على إنتاج أعمال فنية جديدة إلى جانب حرية الإبداع نظرا لكون عدد كبير من الموزعين في الساحة يفرضون على الفنان النمط و المكتسبات التي يجيدونها في ظل غياب الإبداع و التجديد و من هنا جاءت فكرة أستوديو خاص من أجل التنقيب و البحث و اختراع أنماط و إيقاعات و أعمال فنية جديدة تتماشى مع التطور المستمر للفن و تتعايش مع كل مكونات المجتمعات في كل أنحاء العالم علما ان الاستوديو فهو مفتوح في وجه كل الفنانين المغاربة و كذا مختلف الجنسيات كما أنه يتوفر على أحدث معدات التسجيل الحديثة.
و في كلمة حول الوسط العائلي الذي نشأ فيه فريد القاطي إسترسل قائلا انه ترعرع في وسط فني غني بالانماط الغنائية و الأذواق الفنية المختلفة منها ما هو مغربي ” السهام، الارصاد، المشاهب، ميكري، بوشناق، افلاك ” إلى جانب ميول للفن الغربي كون أن العائلة مقيمة بأروبا و اعتاد الاستماع لاعمال غربية من قبيل “شار اسنافور و ليو فيري و غيرها…
مضيفا أن من بين المساهمين في تكوين شخصيته الفنية كل من عازف الاورك الموزع ابن تازة شكير غلام و خاله الموسيقي عازف القيثارة عبد الرحيم العلمي المقيم حاليا في هولندا.
و من خلال هاته التراكمات الفنية فقد تربت لدى فريد القاطي شخصية الفنان الشامل و المبدع حيث تجلى ذلك في أعماله الفنية المتنوعة و الغنية بالموروث الثقافي منها العمل الفنى ” تمغرابيت ” الذي أبدع فيه من خلال توزيع موسيقي ملهم ادمج فيه مختلف تجليات الحياة اليومية الاجتماعية المرتبطة بالطبيعة و الأصوات و المواقع…
كما ابدع فريد القاطي الفنان الفريد من نوعه في عمل فني بعنوان ” الجوكر ” إعتبره فريد عمل روحاني حيث غاص من خلاله في أعماق هاته الشخصية المثيرة للجدل من خلال النمطية المعروفة حولها كون أنها شخصية انطوائية و ذات مبدء انتقامي و عنيف إلا أن فريد دعا من خلال عمله الفني هذا الى معرفة ماوراء تحول هاته الشخصية من إنسان سوي الى إنسان فاقد للتوازن الفكري في التعامل مع الآخر و الرسالة التي يوجهها هي ضرورة التعايش مع الواقع و الأزمات و محاولة تحويلها إلى تجارب يستفاد منها في الحياة اليومية للفرد و المجتمع من أجل إنتاج أجيال جديدة متعايشة مع واقعها المتطور بسرعة كبيرة.
و أشار الفنان فريد القاطي إلى الإنتشار المهول لظاهرة التفاهة التي انتج عبرها عملا فنيا يناقشها و يسلط الضوء عليها حتى تصل الفكرة إلى العقول الراقية و الواعية بذاتها وهو عمل يحمل رسائل نافعة للفرد و المجتمع تهدف إلى تقدم المجتمع، وتبقى التفاهة رسالة موجهة، لا يتأثر بها سوى ذوي العقول الفارغة و غير المنتجة.
و وجه فريد رسالة للشباب الراغبين في ذخول المجال الفني مفادها ضرورة توفر الموهبة و التأهيل من أجل عطاء جيد و مميز اما ذخول المجال بدون تمكن او فقط عن طريق الصدفة و ” باك صاحبي ” من اجل الظهور و الشهرة الزائفة فالمسؤولية تبقى على عاتق القائمين على الشأن الفني و الثقافي من أجل تقنين المجال من خلال محاربة ” السيبة ” التي اضحت ظاهرة للعيان.
و في ختام كلمته اعرب الفنان فريد القاطي عن شكره الكبير لكل من يساهم في تطوير الفن المغربي كل من موقعه و خصوصا و سائل الإعلام التي تلعب دور كبير في التعريف بالفن و الفنانين و تساهم في نشر أعمالهم الفنية الهادفة كما وجه عبارات الحب و التقدير إلى أخيه الفنان الممثل المتميز ” ربيع القاطي ” و الى كل أفراد العائلة الصغيرة و الكبيرة و الى صاحب الجلالة الملك محمد السادس راعي الفن و الفنانين راجيا الله ان يمتعه بالصحة و العافية و طول العمر هو و سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة معبرا بقوله ” انا اوريجينال مغربي تازي ملكي حتى النخاع ” و اعمل قدر المستطاع على إعطاء صورة جيدة حول الفن المغربي في مجتمع غربي و هو تحدي كبير علما ان الفن المغربي وصل إلى العالمية و لهذا من واجبنا الحفاظ على هذا التميز و يجب على الفنانين المغاربة تفادي كل أنواع الصراعات الثنائية السلبية التي تؤثر على مسارهم الفني و تهدف إلى ضرب قوة الفنان المغربي دون أن ننسى أننا مقبلين على تنظيم تظاهرات قارية و عالمية و يجب علينا العمل جميعا من أجل تحقيق الرؤية الملكية 2030 و أخيرا شكرا لجريدتكم المحترمة على هاته الاستضافة الكريمة.