أعوان السلطة: جنود الخفاء يدفعون الثمن بصمت… حادث اعتداء بالصويرة يجدد المطالب بالحماية والإنصاف

في حادثة مقلقة تعيد إلى الواجهة قضايا السلامة النفسية في الفضاء العمومي، تعرض أحد أعوان السلطة بقيادة المعاشات بإقليم الصويرة، صباح اليوم، لاعتداء خطير من طرف شخص يُعتقد أنه يعاني من اضطرابات نفسية. هذا الاعتداء، الذي وقع أثناء تأدية عون السلطة لمهامه اليومية، استدعى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي.

مخاطر يومية وغياب تقدير
هذه الواقعة ليست مجرد حادثة معزولة، بل تجسد حجم المخاطر اليومية التي تواجه فئة أعوان السلطة. هؤلاء الجنود المجهولون يعملون بصمت وتفانٍ في خدمة الصالح العام، غالبًا ما يكونون في الواجهة المباشرة مع تحديات المجتمع المختلفة، بما في ذلك التعامل مع حالات خاصة كالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والخارجين عن القانون، والمحتاجين إلى تدخل إداري أو إنساني.

تتفاقم صعوبة مهامهم في المناطق القروية التي تعرف هشاشة في البنيات الصحية والاجتماعية، ورغم ذلك، يواصلون أداء واجبهم تحت ظروف صعبة، لكنهم غالبًا ما يبقون في الظل، ولا يُذكرون إلا في لحظات الأزمات، كما حدث اليوم.

غياب الرعاية النفسية وتداعياته
الحادث خلف حالة استنفار في أوساط السلطات المحلية، وتم فتح تحقيق لتحديد ملابسات الاعتداء. غير أن جوهر الإشكال أعمق من ذلك؛ إذ يسلط الضوء على غياب استراتيجية واضحة لمتابعة المرضى النفسيين، وتركهم دون رعاية، وهو ما يجعلهم عرضة للانزلاق إلى سلوكيات قد تمس سلامتهم وسلامة المحيطين بهم. وتزداد خطورة هذا الوضع في القرى والمناطق المهمشة، حيث يغيب الحد الأدنى من الدعم النفسي والاجتماعي.

دعوات لإنصاف وترقية “الخط الأمامي”
من جهة أخرى، أطلقت فعاليات محلية نداءات صريحة بضرورة إنصاف أعوان السلطة، خصوصًا أولئك الذين تجاوزوا عشر سنوات من العمل الدؤوب دون أن تشملهم الترقية المستحقة. هذا الوضع يتسبب في إحباط كبير داخل صفوفهم، ويؤثر لا محالة على مردودهم المهني. هؤلاء الأعوان يشكلون حلقة حيوية في الإدارة الترابية، ويقومون بمهام ميدانية حساسة، من التبليغ الإداري إلى الحفاظ على النظام العام، دون أن يتم الاعتراف بهم كما ينبغي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى