أثارت حادثة مقتل الشاب المغربي عبد العزيز القاضي جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية، وسط دعوات لفتح تحقيق نزيه وشفاف للتحقق من ملابسات مقتله، والتأكد من صحة الادعاءات التي تفيد بطعنه مواطنين إسرائيليين، أحدهم جندي سابق.
عبد العزيز القاضي، شاب مغربي منحدر من دوار بندلالة قرب مدينة زاكورة، عرف في بلدته بدماثة أخلاقه واعتداله، وفق شهادة أقاربه وجيرانه. تمكن من الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد قبوله في برنامج القرعة الأمريكية، وحصل على أوراقه الرسمية هناك، مما جعله يحلم بحياة جديدة في أرض الفرص.
الحادثة وقعت في ظروف غامضة وأثارت تساؤلات عدة حول دوافعها وحيثياتها. وسائل الإعلام الإسرائيلية سارعت إلى تقديم روايتها عن الحادث، زاعمة أن القاضي قام بطعن مواطنين إسرائيليين قبل أن يلقى مصرعه. لكن هذه الرواية قوبلت بتشكيك واسع من طرف متابعين ومحللين، الذين دعوا إلى ضرورة تفادي الحكم المسبق والانتظار حتى تتضح الصورة الكاملة.
شهادات تناقض الرواية الرسمية
أقارب القاضي وأصدقاؤه أعربوا عن صدمتهم من الحادثة، مشيرين إلى أنه لم يكن يوماً متشدداً أو متورطاً في أي أنشطة عنيفة. على العكس، وصفوه بأنه شاب طموح يحلم بمستقبل أفضل، وهو ما يزيد من الغموض حول الادعاءات الموجهة إليه.
دعوات لتحقيق نزيه
على ضوء هذه التطورات، طالب العديد من النشطاء المغاربة والجهات الحقوقية بفتح تحقيق نزيه في القضية، مؤكدين ضرورة الكشف عن حقيقة ما جرى وضمان أن تأخذ العدالة مجراها، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو إعلامية قد تؤثر على مسار التحقيق.
حادثة تهز الرأي العام
مقتل عبد العزيز القاضي سلط الضوء على قضايا تتجاوز مجرد حادثة فردية، ليمس موضوع الهوية والانتماء والكيفية التي يتم بها تقديم المغاربة في سياقات دولية مشحونة بالتوترات السياسية. الحادثة تطرح تساؤلات عميقة عن الشاب المغربي المهاجر وعن صورته الحقيقية في مواجهة روايات قد تكون محملة بأجندات سياسية.
وفي انتظار نتائج التحقيقات، يبقى الأمل قائماً في كشف الحقيقة كاملة وإنصاف عبد العزيز القاضي وأسرته، التي تعيش اليوم ألم الفقد والحيرة في مواجهة لغز لم تُكشف تفاصيله بعد.