الوضع الكارثي للبنية التحتية في أيت ملول: بين الإهمال والحلول الترقيعية

تعيش بعض شوارع وأزقة مدينة أيت ملول وضعًا كارثيًا يعكس تدهورًا حادًا في البنية التحتية وإهمالًا واضحًا من قبل المجلس الجماعي. فالحفر المنتشرة في مختلف الطرقات أصبحت تشكل خطرًا يوميًا على حياة وسلامة المواطنين، سواء كانوا راجلين أو مستعملي دراجات أو حتى سائقي سيارات. هذه الحفر لا تتسبب فقط في حوادث وإصابات، بل تُلحق أيضًا أضرارًا مادية بمركبات المواطنين، ما يزيد من الأعباء المالية التي يتحملونها.

وقد وصل الإهمال إلى حد دفع السكان إلى ابتكار حلول غريبة للتنبيه إلى خطورة هذه الحفر، حيث لجأ البعض إلى وضع تماثيل بلاستيكية وأدوات أخرى داخل الحفر لجذب انتباه المارة. هذا المشهد المؤسف يعكس بوضوح غياب أي تدخل فعّال من المجلس الجماعي، الذي يبدو أنه يعيش في معزل عن مشاكل وهموم السكان.

تحديات متفاقمة تواجه السكان:

لا يقتصر الوضع المتردي على حالة الطرقات فحسب، بل يتعداه إلى تدهور مستوى الإنارة العمومية، خاصة في الأحياء والشوارع الرئيسية. هذا النقص الحاد في الإنارة يزيد من خطورة التنقل ليلًا، حيث يضطر السكان إلى مواجهة الظلام الدامس والحفر المنتشرة في آن واحد، ما يُضاعف من معاناتهم ويُعرّضهم للخطر.

تدخل السلطات المحلية:

بعد تصاعد موجة الانتقادات واستياء المواطنين، تحركت السلطات المحلية أخيرًا وقامت بالتدخل لإصلاح بعض الحفر التي تسببت في عرقلة حركة السير وإثارة غضب السكان. هذا التدخل المرحلي ساهم في تخفيف حدة المشكلة في بعض المناطق، وأعاد شيئًا من الأمل إلى نفوس السكان.

مطالب بتحرك جاد ومستدام:

لكن يبقى السؤال المطروح: هل هذه الإصلاحات مجرد حلول ترقيعية مؤقتة، أم أنها ستكون جزءًا من خطة شاملة ومستدامة لتحسين البنية التحتية للمدينة بشكل جذري؟ السكان يطالبون برؤية واضحة وبرنامج عملي يُعالج مشاكل الطرقات والإنارة العمومية بشكل دائم. كما يُناشدون المجلس الجماعي لتحمل مسؤولياته والوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه خلال الحملات الانتخابية.

إن مدينة أيت ملول بحاجة إلى نهضة حقيقية تُعيد إليها رونقها وتضمن سلامة وراحة سكانها. والإصلاحات التي تم تنفيذها مؤخرًا تُعتبر خطوة أولى على الطريق الصحيح، لكن الأمل يبقى معقودًا على بذل المزيد من الجهود واتخاذ إجراءات فعّالة لتحقيق تطلعات السكان وجعل المدينة نموذجًا يُحتذى به في مجال التدبير الحضري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى