في إطار تجسيد قيم التعايش والتسامح التي تميز المملكة المغربية تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، احتضنت جماعة تنزرت بإقليم تارودانت فعاليات الموسم الديني اليهودي “دافيد بن باروخ”، الذي حضره اليهود المغاربة من مختلف بقاع العالم. وترأس والي جهة سوس ماسة، السيد سعيد أمزازي، وعامل إقليم تارودانت، السيد مبروك تابت، مراسم افتتاح هذه الاحتفالات الدينية التي تعكس التعددية الثقافية والدينية للمغرب.
موقع تاريخي وروحي
يقع ضريح الحاخام دافيد بن باروخ في مقبرة “أغزو نباهمو” بجماعة تنزرت، ويعدّ مزاراً دينياً وروحياً لليهود من داخل المغرب وخارجه. يعود تاريخ وفاة الحاخام إلى عام 1760 ميلادية، وقد تم دفن آخر يهودي في المقبرة المجاورة له عام 1976. ويحرص الزوار خلال هذه المناسبة على إحياء ذكرى وفاة الحاخام من خلال الطقوس الدينية والتبرك بروحه.
طقوس دينية وأجواء احتفالية
تقام احتفالات “الهيلولة” السنوية يوم 3 طبيبط حسب التقويم اليهودي، وتشمل طقوساً دينية وروحية كإيقاد الشموع، الترحم، التبرك، وتلاوة الصلوات باللغة العبرية. ويشرف حاخامات مختصون على ذبح القرابين وفقاً للتقاليد اليهودية. بالإضافة إلى ذلك، يشهد الضريح طقوساً مميزة مثل جمع التبرعات والصلوات الجماعية.
استقبال حافل وخدمات متكاملة
يحج إلى الضريح أكثر من 1500 زائر سنوياً من دول كإسرائيل، أمريكا، كندا، فرنسا وغيرها، فضلاً عن اليهود المغاربة المقيمين داخل المملكة. ويوفر الموقع 250 غرفة لإقامة الزوار مجاناً، إضافة إلى مطعم يقدم وجبات متنوعة. وقد شهد الضريح تجديدات شاملة طالت المرافق وغرف الإقامة، ما يعكس حرص السلطات المغربية على الحفاظ على هذا الإرث التاريخي والديني.
شهادات وتجارب شخصية
يروي العديد من الزوار قصصاً عن معجزات وأماني تحققت بفضل زيارتهم للضريح، مثل الشفاء من الأمراض ونيل البركات. وتعدّ هذه الشهادات دليلاً على الأهمية الروحية للمكان لدى الزوار، الذين يحرصون على زيارة الضريح والتواصل مع إرثهم الثقافي والديني.
قيم التسامح والتعايش
تعد احتفالات “الهيلولة” مثالاً حياً على التعايش بين مختلف الديانات والثقافات في المغرب. وبهذه المناسبة، يجدد المغرب تأكيده على مكانته كأرض تحتضن التنوع، حيث يحظى اليهود المغاربة، سواء المقيمون أو القادمون من الخارج، باحترام وتقدير يعكسان السياسة الحكيمة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس في تعزيز قيم التسامح والانفتاح.
تظل هذه الاحتفالات شاهداً على غنى التراث المغربي وتنوعه الثقافي، ما يجعل المملكة نموذجاً عالمياً للعيش المشترك والتسامح بين الأديان.