مشروع ملجأ الكلاب والقطط في أكادير: خطوة نحو حماية البيئة أم تجاوز لأولويات المواطنين؟

يشهد مشروع بناء ملجأ ضخم للكلاب والقطط الضالة بمدينة أكادير تقدماً ملحوظاً، حيث من المتوقع أن يستوعب ما يقارب 1000 كلب و200 قطة. يأتي هذا المشروع، الذي أعلنته جماعة أكادير عبر صفحاتها الرسمية، في إطار جهودها لمواجهة ظاهرة التشرد الحيواني التي باتت تشكل تهديداً للصحة العامة وسلامة المواطنين.

هدف المشروع وأبعاده
يسعى هذا المشروع الطموح إلى تحقيق عدة أهداف مترابطة، أبرزها:

الحفاظ على الصحة العامة: الحد من انتشار الأمراض التي قد تنقلها الحيوانات الضالة إلى الإنسان، مثل داء السعار أو الطفيليات، من خلال توفير بيئة صحية وآمنة لهذه الحيوانات.

تحسين البيئة الحضرية: من خلال إزالة الحيوانات الضالة من الشوارع والأحياء السكنية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة والحد من المظاهر العشوائية في المدينة.

ضمان رعاية الحيوان: بتوفير مأوى آمن وخدمات بيطرية لهذه الحيوانات، بما في ذلك التعقيم والتطعيم، للحفاظ على صحتها وتقليل أعدادها بطريقة إنسانية.

تعزيز السياحة: يسعى المشروع إلى تحسين صورة المدينة وجعلها أكثر جاذبية للسياح، خصوصاً في المناطق السياحية، حيث يمكن لانتشار الحيوانات الضالة أن يؤثر سلباً على انطباعات الزوار.

جدل واسع يحيط بالمشروع
على الرغم من الأهداف النبيلة للمشروع، فقد أثار جدلاً واسعاً في صفوف المواطنين والفاعلين الجمعويين. فبينما تخصص جماعة أكادير ميزانية كبيرة لإنجاز هذا الملجأ، تعاني المدينة من مشاكل أكثر إلحاحاً تتعلق بالخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. ويشهد المواطنون أيضاً تزايداً في ظواهر التشرد والفقر، مما جعل الكثيرين يرون أن الأولويات يجب أن تكون موجهة نحو تحسين البنية التحتية وتوفير فرص عمل.

يرى منتقدو المشروع أن الجماعة بإمكانها تبني حلول بديلة للحد من ظاهرة التشرد الحيواني دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة، مثل تعقيم وتطعيم الحيوانات في أماكن تواجدها، وتشجيع السكان على تبني هذه الحيوانات بدل تركها في الشوارع.

صوت الشارع
من جانبه، عبر العديد من المواطنين عن تحفظهم على هذا المشروع. يقول أحد سكان المدينة: “لا يمكننا أن نتجاهل معاناة المواطنين في ظل هذه الظروف الصعبة. نحن بحاجة إلى مستشفيات ومراكز صحية، وليس إلى ملاجئ للحيوانات”. يعكس هذا الرأي شعوراً واسعاً بين السكان بأن المشاريع التنموية يجب أن تكون أكثر تركيزاً على الحاجات الملحة للسكان.

دفاع أنصار المشروع
في المقابل، يدافع أنصار المشروع عن ضرورته، مؤكدين أن حماية الحيوان جزء من المسؤولية الإنسانية والمجتمعية. كما يعتقدون أن هذا المشروع سيساهم في تحسين صورة المدينة على الصعيدين الوطني والدولي، وهو ما قد يجذب المزيد من الاستثمارات السياحية.

أسئلة تبقى مطروحة
تبقى الأسئلة حول جدوى هذا المشروع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة. هل يمكن التوفيق بين رعاية الحيوانات الضالة وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان؟ وهل هذا المشروع هو الحل الأمثل لمواجهة ظاهرة الحيوانات الضالة في المدينة، أم أن هناك طرقاً أخرى أكثر كفاءة وأقل تكلفة يمكن أن تحقق الهدف ذاته؟

يبقى القرار بيد السلطات المحلية والمجتمع المدني، اللذين يجب عليهما العمل معاً لإيجاد توازن بين تحسين البيئة الحضرية ورعاية الحيوان من جهة، وتلبية احتياجات السكان الأكثر إلحاحاً من جهة أخرى.

A.Bout

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى