يجري الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مشاورات وصلت إلى المرحلة الأخيرة لاختيار رئيس الوزراء الجديد، الذي من شأن الإعلان عن اسمه أن ينهي أسابيع من حالة الركود السياسي الذي تعيشه فرنسا.
وبعد رفض ماكرون تعيين لوسي كاستيتس رئيسة للحكومة، والتي وافق تحالف الأحزاب اليسارية الفرنسية على ترشيحها للمنصب، يبقى السؤال هو:”فمن هم أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة الفرنسية ومن الأكثر حظوة لتبوأ المنصب؟
برنار كازنوف”.. الاشتراكي الذي رفض التحالف مع اليسار الراديكالي والمفضل لدى معسكر ماكرون
يعتبر كازنوف شخصية لها ثقلها في معسكر الاشتراكيين الفرنسيين واسم تم تداوله بكثافة في الأيام الماضية.
كان كازنوف عضوا مهما في الحزب الاشتراكي من 1987 إلى أن قدم استقالته من الحزب عام 2022 إثر معارضته الشديدة لتحالف الحزب مع “فرنسا الأبية” الحزب اليساري الراديكالي.
ولد في مدينة “سانليس” بمنطقة لواز شمال باريس وشغل منصب رئيس وزراء لمدة لم تتجاوز 5 أشهر خلال فترة حكم الرئيس السابق فرانسوا هولاند.
تقلد كازنوف عدة مناصب وزارية أخرى، منها الوزارة المكلف بالشؤون الأوروبية في 2012 في حكومة جان مارك إيرولت، ووزارة الخزينة عام 2013، ثم تولى حقيبة الداخلية من 2014 إلى 2016 في حكومة ايمانويل فالس، في وقت الهجمات الجهادية الدامية في باريس عام 2015، إلى أن عيّنه هولاند رئيسا للوزراء في الأشهر الأخيرة من ولايته.
ويرى مراقبون أن كازنوف هو المرشح الأكثر حظوة من بين أقرانه لدى المعسكر الماكروني، كونه “قادر على بناء اتحاد يتجاوز حدود معسكره”.
وفي حين يعارض كازنوف أي تحالف مع فرنسا الأبية، فقد أعلن زعماء الجبهة الشعبية الجديدة من جانبهم أنهم سيعارضون تسمية رئيس الوزراء السابق.
الجمهوري اليميني “كزافييه برتران”
ظهر اسم برتران من بين الأسماء المطروحة في اليومين الماضيين. وهو قيادي في الحزب الجمهوري اليميني المعتدل، شغل مناصب عليا وكان وزيراً للعمل في حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، كما كان رئيس منطقة “أوت دو فرانس للعام 2022.
لم يخف برتران رغبته بالحصول على مسمى رئيس الوزراء وأبدى استعداده لقبول ترشحه للمنصب، بالرغم من معارضة قوية يواجهها من حزبه بزعامة لوران فوكييز، الذي يسعى لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة كوجه معارض دون الانخراط في تحالفات أو المشاركة في الحكومة المقبلة، مما يجعل من الصعب عليه الحصول على دعم اليسار.
المرشح من أصول مغربية “كريم بوعمران”
رئيس بلدية سين سان دوني، وهو فرنسي من أصل مغربي، يصف نفسه بالاشتراكي العلماني المعارض لليسار المتطرف.
وعلى الرغم من أنه ليس معروفاً جداً في الأوساط السياسية، إلا أن اسمه اكتسب صدى بعد نجاح بلديته بتنظيم استضافة المشاركين في الألعاب الأولمبية بالقرية الأولمبية.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس ماكرون تعيين رئيس الوزراء الجديد يوم الثلاثاء، بعد أن رفض ماكرون مسبقاً تسمية كاستيس مبرراً قراره بالقول إن “تشكيل التحالف اليساري للحكومة سيؤدي إلى حجب الثقة وانهيار الحكومة”.