تكريم د خديجة بوتجدير: اعتراف بجهود سيدة تفانت في خدمة المجتمع

في ظل الوضع الصحي المتدهور الذي تعيشه منطقة أفلا إغير بتافراوت، تبرز أصوات من المجتمع المحلي تنادي بتدخل عاجل من وزارة الصحة لسد الفجوات الكبيرة في البنية التحتية الصحية. أحد أبرز هذه الأصوات هي المختصة د خديجة بوتجدير، التي كشفت عن مدى معاناة الساكنة المحلية في ظل غياب المرافق الصحية اللازمة. وتحدثت بوتجدير بكل صراحة عن الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، حيث إن الوصول إلى مستشفى مدينة تزنيت، الذي يبعد حوالي ثلاث ساعات، يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لهم.

وفي محاولة لتخفيف هذه المعاناة، نظمت جمعية B2 لدعم الصحة بدعم من شركة 2B Pharma لتصنيع وتوزيع الأدوية قافلة طبية متعددة التخصصات، بقيادة السيدة خديجة بوتجدير، ابنة منطقة أملن بتافراوت. هذه القافلة لم تكن مجرد قافلة طبية عادية، بل شهدت لأول مرة في تاريخ المنطقة استقدام الوحدة المتنقلة للكشف عن أمراض السيدا. على الرغم من صعوبة الطرق ووعورة التضاريس، تمكنت هذه الوحدة من الوصول إلى تافراوت، ما يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الجمعية لتحقيق هذا الإنجاز.

وفي تصريح لجريدة الرأي24، أكدت خديجة بوتجدير على كرم وطيبة سكان أفلا إغير، لكنها لفتت إلى حجم التحديات الصحية التي يواجهونها. وأشارت إلى أن النساء والأطفال وكبار السن يعانون بشكل خاص، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل وزارة الصحة والمسؤولين المحليين لتوفير الخدمات الصحية الضرورية.

لم تقتصر جهود خديجة بوتجدير على تنظيم القوافل الطبية فقط، بل تجاوزت ذلك لتشمل مبادرات إنسانية أخرى، حيث تقدم الأدوية مجانًا لمن يحتاجونها خارج إطار القوافل. وتُعد هذه المبادرات من الأعمال الخفية التي تقوم بها السيدة خديجة والتي تستحق الثناء والتقدير.

وفي اعتراف بمساهماتها الجليلة، تم تكريم خديجة بوتجدير أمس السبت في ختام فعاليات مهرجان “اناروز” في دورته السابعة بمركز تافراوت. هذا التكريم جاء كتعبير عن التقدير والاعتراف لما قدمته من خدمات للمجتمع في مجال الصحة. إن السيدة خديجة بوتجدير تعتبر رمزًا للعطاء والعمل الخيري، حيث تقدم الكثير دون انتظار أي ثناء أو إشادة من الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.

على الرغم من مكانتها الاجتماعية المرموقة، ورغم التحفظ الذي قد يشعر به بعض السياسيين إزاء تأثيرها، فإن السيدة خديجة لم تتوانَ يومًا عن مواصلة مسيرتها النبيلة. إنها تواصل عطاءها بصدق وإخلاص، ملتزمة بخدمة المجتمع وتحقيق الخير للجميع، دون أن تسعى للظهور أو تحقيق مكاسب شخصية.

وفي هذا السياق، تعبر ساكنة تافراوت عن شكرها العميق للسيدة خديجة، مؤكدة أن عطائها لا يقدر بثمن وأنها تمثل قدوة يحتذى بها في الإيثار والعمل الخيري.

A.Boutbaoucht

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى