مهرجان اللوز بإحاحان: احتفال بالتقاليد وحماية شجرة اللوز في ظل ندرة الموارد المائية

بقلم : أحمد الزياني

احتفاءً بعيد الشباب وثورة الملك والشعب، نظمت جمعية تيدلي للتعاون الثقافي والاجتماعي والتضامني الدورة السادسة لمهرجان اللوز بإحاحان يومي 17 و18 غشت 2024، وذلك بالساحة العمومية بمركز جماعة آيت عيسي إحاحان. المهرجان، الذي جاء تحت شعار “معا من أجل حماية شجرة اللوز في ظل ندرة الموارد المائية”، تم بدعم من مجلس جهة مراكش آسفي، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجماعات المجاورة.

تنوع الأنشطة والفعاليات

شهد مهرجان اللوز إحاحان لهذا العام تنوعًا كبيرًا في الأنشطة والفعاليات التي استهدفت مختلف شرائح المجتمع. بدأت الفعاليات بدورة تكوينية نظمتها الجمعية لفائدة الجمعيات المحلية، حيث تم التركيز على كيفية تحسين دخل الفلاحين المحليين وتثمين الثقافة والتراث والفنون المحلية.

أما في المساء، فقد تخللت الأمسيات الفنية تكريمات مستحقة لأبناء المنطقة. أحيت هذه الأمسيات فرقة أحواش محمو تمتار إحاحان والرايس محمد بن علي إيسار، وذلك يوم السبت 17 غشت 2024، حيث أضفى الأداء الفني التقليدي رونقًا خاصًا على فعاليات المهرجان.

احتفاء بالمتفوقين والشباب

لم يكن الشباب والأطفال بمنأى عن الاحتفال، حيث قامت الجمعية بتنظيم وقفات عرفان وتقدير لتلاميذ إعدادية عبد الله كنون المتفوقين، وهم منحدرون من منطقة آيت عيسي، كما تم تكريم الرايس الحسين الطاوس. وقد خصص للأطفال نصيب وافر من الأنشطة، إذ شاركوا في مسابقة التربية التشكيلية إلى جانب أنشطة تربوية وترفيهية في صبيحة اليوم الثاني للمهرجان.

ختام بلمسة فنية وتكريمات مستحقة

في مساء يوم الأحد 18 غشت 2024، اختتم المهرجان بأمسية فنية رائعة أبدع فيها كل من الرايس محمد أوعيسي، الرايس إبراهيم غالي، الرايس عمر إنكي، الرايس أعراب أتكي، وفرقة أحواش محمد الرافوش. كما تم خلال هذه الأمسية تكريم أبناء آيت عيسي المتفوقين في امتحانات البكالوريا لهذه السنة، مما أضفى على المهرجان طابعًا احتفاليًا وتعليميًا يعزز من أهمية النجاح الأكاديمي.

أهداف المهرجان ورسالة الجمعية

من خلال هذا المهرجان، أعربت جمعية تيدلي للتعاون الثقافي والاجتماعي والتضامني عن أهدافها الرامية إلى تحسين دخل الفلاح المحلي، وحماية شجرة اللوز التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث المنطقة، خاصة في ظل ندرة الموارد المائية. كما تسعى الجمعية إلى تعزيز الثقافة المحلية وتثمين الفنون والتراث، بما يسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة، وتحقيق التنمية المستدامة.

يعد مهرجان اللوز بإحاحان فرصة لتجديد الالتزام تجاه التقاليد الثقافية والزراعية التي تشكل قلب الحياة في المنطقة، وتسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجهها، لاسيما ما يتعلق بحماية شجرة اللوز في ظل الظروف المائية الصعبة.