سلطت مجلة “جون أفريك” الفرنسية الضوء على الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، للجمهورية الفرنسية خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 28 يونيو الجاري، واعتبرتها مؤشرًا قويًا على عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية بين باريس والرباط بعد أزمة استمرت لشهور بين البلدين.
وقالت المجلة إن الحموشي حظي باستقبال حار في العاصمة الفرنسية باريس التي قدم إليها من برلين مساء الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن عبد اللطيف حموشي هو أحد الخبراء القلائل في العالم الذين يُعترف بمهاراتهم في مكافحة الحركات الإرهابية. وهي خبرة تُستخدم يوميًا لتحييد الخلايا الإرهابية على التراب الوطني المغربي، وتُطلب دوليًا من قبل البلدان التي تواجه خطر الإرهاب، أياً كان شكله.
ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون سبب الزيارة هو رغبة فرنسا في الاستفادة من خبرة الحموشي في تأمين الألعاب الأولمبية التي ستقام في الفترة بين 26 يوليو و11 أغسطس المقبلين، مؤكدًا أن هذه الزيارة دليل على جودة التعاون الأمني الذي يجمع حاليًا الرباط وباريس، سواء في مكافحة الجريمة أو الاتجار بالبشر أو المخدرات.
وبحسب بلاغ نشرته وكالة “لاماب”، فإن دعوة رسمية من مسؤولي الأجهزة الأمنية الفرنسية قادت المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، إلى زيارة عمل للجمهورية الفرنسية. أجرى خلالها مباحثات مع نظرائه في الشرطة الوطنية والأمن الداخلي والأمن الخارجي بفرنسا، تمحورت حول آليات تدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن حموشي أجرى، خلال هذه الزيارة، سلسلة من اللقاءات والمباحثات التي جمعته بكل من سيلين برتون، المديرة العامة للأمن الداخلي، ونيكولا ليرنر، المدير العام للأمن الخارجي بفرنسا، شملت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والرفع من مستويات التنسيق وتبادل المعطيات الاستخباراتية والعملياتية حول مختلف التهديدات الصادرة عن المنظمات المتطرفة وشبكات الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
وتابع المصدر ذاته أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني كان مصحوبًا خلال هذه المباحثات الثنائية، التي همّت الجانب الاستخباراتي في التعاون الثنائي بين البلدين، بوفد أمني هام يمثل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
كما أجرى السيد حموشي مباحثات مكثفة مع السيد فريديريك فو، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، بحضور وفد هام من المديرية العامة للأمن الوطني، تم خلالها استعراض آليات التعاون والتنسيق المتقدم بين الطرفين في مختلف المجالات الأمنية، وخصوصًا فيما يتعلق بوضع آليات استباقية لتقييم المخاطر وتبادل المعطيات على هامش العمل المشترك في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024.
وتتويجًا للتعاون المغربي-الفرنسي المتميز في مختلف المجالات الأمنية، أضاف البلاغ، تم توشيح حموشي بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية بشكل استثنائي، وذلك اعترافًا بجهوده في توطيد وتطوير التعاون الأمني المشترك.
ولفت المصدر ذاته إلى أن هذه الزيارة شكلت مناسبة للجانبين الفرنسي والمغربي للتباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجموعة من مجالات مكافحة الجريمة العابرة للحدود الوطنية، خصوصًا تلك المتعلقة بتهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، وشبكات الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر، بالإضافة إلى الآليات العملية للتعاون في مجالات تنفيذ الإجراءات والعمليات الأمنية المشتركة.