نظمت جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة ACG2E، بشراكة مع مختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال DPRP، ماستر اقتصاد البيئة وتدبير مخاطر التغيرات المناخية بكلية الاقتصاد والتدبير بني ملال، مجلس جهة بني ملال خنيفرة، المجلس الإقليمي لبني ملال، المجلسين الجماعيين لاغبالة و لبوتفردة، وكالة الحوض المائي لأم الربيع، ومجموعة من فعاليات المجتمع المدني، النسخة السادسة من الايام الهيدرولوجية في موضوع: “الموارد الطبيعية وإكراهات التغيرات المناخية بعالية واد العبيد: التشخيص والتثمين”، و ذلك يومي 25 و26 ماي 2024 بدائرة أغبالة. استهلت فعاليات هذه الأيام بوقفة علمية على مشارف سد تاكزيرت الجديد بعالية حوض درنة، حيث قدم كل من الباحث حسن وزني و الأستاذ محمد الغاشي عن مختبر دينامية المشاهد والمخاطر والتراث، محمد بولمان عن مجلس جهة بني ملال خنيفرة، الدكتور عبد الرحيم التاقي عن المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة بني ملال خنيفرة، الباحث ابراهيم اوعشي عن جمعية جيوبارك مڭون شروحات موسعة حول سياق بناء السد في المنطقة بعد الظرفية المناخية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا في السنوات الأخيرة و التي تتسم بقلة التساقطات المطرية. تجدر الإشارة إلى أن حقينة سد تاكزيرت تقدر بـ 85 مليون متر مكعب، وسيمكن من خلق مدارات سقوية جديدة إضافة إلى تزويد ساكنة عدد من المناطق بالمياه الصالحة للشرب.
اختتمت فعاليات اليوم الأول ببرمجة ندوة علمية بمقر جماعة أغبالة تضمنت ثمانية مداخلات، ألقاها كل من الأستاذ عبد الواحد فينيك من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، و الاستاذة نادية لحلو من جامعة محمد الخامس بالرباط، و الدكتور محمد بولمان عن مجلس جهة بني ملال خنيفرة، و الدكتور عبد الرحيم التاقي عن المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة بني ملال خنيفرة، و الدكتور مصطفى أفضالي عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب و الدكتور طارق العرفي و الأستاذ محمد الغاشي من جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، و الباحث ابراهيم نايت اوعشي عن جمعية جيوبارك مكون، و السيد محمد زني عن جمعية أخيام. شملت هذه المداخلات الجانب العلمي و المؤسساتي و الجمعوي، و ناقشت مجمل المشاكل التي تعاني منها المنطقة خاصة ضعف الموارد المائية نتيجة توالي سنوات الجفاف، مما أثر بشكل كبير على المنظومة البيئية داخل حوض واد العبيد. كما تناولت هذه المداخلات إشكالية التدخلات البشرية غير المدروسة التي ساهمت في تفاقم الأزمة البيئية في المنطقة. وللحد من تدهور الموارد الطبيعية، تم التأكيد على أهمية توعية السكان المحليين بضرورة الحفاظ على هذه الموارد لضمان استدامتها.
هذا وقد شهد اليوم الثاني، برمجة جولة استكشافية سياحية رياضية مشيا على الاقدام نحو مخازن أوجكال، تخللتها مداخلات علمية موجزة للسادة الأساتذة المشاركين حول الدور الهام الذي لعبته هذه المخازن في حياة الساكنة المحلية. و قد ألقى الباحث و المهتم بالمواقع التابعة لجيوبارك يونيسكو مڭون، السيد ابراهيم نايت اوعشي محاضرة حول هذه المخازن الجماعية المطلة على واد عطاش. حيث صرح أن هذه المخازن، التي تمثل الثقافة الأمازيغية في الأطلس الكبير والتي تحمل تاريخيا اسم “اغرم”، تعكس التراث الثقافي والمعماري للمنطقة، لكونها صممت بطرق مبتكرة تضمن حماية المواد المخزنة خاصة في الفترة التاريخية المعروفة بمرحلة “السيبة”. كما شهد اليوم الثاني زيارة مشروع وحدة تبريد التفاح بجماعة بوتفردة، الذي يهدف، كما جاء على لسان السيد حسن نصيري رئيس تعاونية الفتح لايت عبدي، إلى تثمين المنتوج المحلي وتنظيم تسويقه من أجل المساهمة في تحسين دخل الفلاحين بالمنطقة. في الأخير، اختتمت فعاليات النسخة السادسة من الأيام الهيدرولوجية بزيارة ضيعة أزغارفال “النموذجية” لزراعة التفاح، أطرتها السيدة صباح ثابوت مهندسة فلاحية بالضيعة، عرفت خلالها التقنيات و الوسائل الحديثة المعتمدة في الضيعة من أجل الرفع من إنتاجية التفاح بالمنطقة مع الاخذ بعين الاعتبار الاقتصاد في الماء خلال عملية الري.
وفي الختام تتوجه جمعية الباحثين الجغرافيين في الماء والبيئة بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة العلمية و نخص بالذكر:
- السيد رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة،
- السيد رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال،
- السيد رئيس جمعية جيوبارك مڭون،
- السيدين رئيسي جماعتي أغبالة و بوتفردة،
- السيدين رئيسي جمعية أخيام و جمعية أطلس للبيئة والتنمية بأغبالة،
السلطات ممثلة في شخص السيد رئيس دائرة أغبالة و السادة رؤساء قيادتي أغبالة و تيزي نيسلي، - الأستاذة و السادة الأساتذة المحاضرون على مشاركتهم القيمة و الغنية،
- السادة أساتذة مختبر دينامية المشاهد و المخاطر و التراث بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بني ملال،
- الأستاذ محمد الغاشي و الأستاذ فريد جعى و الأستاذة نادية لحلو و الأستاذ أيمن حيلي و السيد أحمد لخيدار على انخراطهم الفعال و دعمهم المتواصل و اللامشروط،
- الباحثات و الباحثين و ممثلي طلبة الماستر الذين تكبدوا عناء السفر من أجل المشاركة،
- السيدين سائقي وسيلتي النقل على حسن تعاملهما وتفهمهما،
- السادة أعضاء اللجنة التنظيمية: حسن وزني، خولدية نافع، مريم حميد … على حسن التنظيم والتسيير.
بالإضافة الى كل من قدم اي دعم من قريب أو بعيد لإنجاح هذا الورش العلمي.