يتواجد على امتداد المجال الترابي بجهة سوس ماسة أكثر من 13 فرقة مسرحية محترفة تساهم في إثراء الساحة الفنية والثقافية بشكل سنوي ومنتظم. يوجد نصفها في مدينة أكادير، وفرقتان في مدينة تزنيت، وفرقة واحدة في كل من أولاد التيمة وتارودانت وبيوكرى وأيت ملول. من بين هذه الفرق، تهتم 5 فرق بشكل حصري بالمسرح الأمازيغي.
لقد تركت مشاركة فرعنا الجهوي للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة في المؤتمر الوطني الذي عرف نجاحا كبيرا صورة إيجابية و راقية رسمها مؤتمرو الفرع من خلال مشاركتهم المنيرة في مختلف النقاشات المبرمجة في المؤتمر، حيث أجمعت كل فصائل المؤتمر على قدرات الفرع الكافية ورؤيته الواضحة التي تؤهله ليكون قاطرة للاحتراف المسرحي بالمغرب ونموذج تنظيمي يقتدى به. ذلك من خلال التزامه بالتواصل الدائم، والتميز، والإبداع، واقتراح بدائل في شتى المجالات المرتبطة بالصناعة المسرحية ببلدنا.
كما كانت مشاركة الفرع فرصة مهمة لإعادة بناء الذات وطرح رؤية واضحة وفتح باب النقد الذاتي، وطرح سؤال الاحتراف و إعادة تشخيص للواقع المسرحي بالجهة وآفاق الممارسة المسرحية المحترفة، والتي تهم بشكل أدق فرقنا بجهة سوس و قد توجت مشاركتنا بإنتخاب الأخ طارق بنشحموط بصفته رئيست للفرع الجهوي كعضو المكتب الوطني إلى جانب الأخ المبدع إبراهيم الرويبعة .
إن تعزيز التنظيم الداخلي و ترسيخ المهنية والاحتراف سيمكننا من بناء مستقبل مشرق للمسرح و المسرحيين، وهو الضامن الأول لتقديم عروض ذات جودة عالية مع التركيز على مبدأ الاستدامة، الذي غالبًا ما يكون عثرة أمام الفرق والمهنيين في مجال ما يزال مرتبطًا بمزاجية المسؤولين وضعف حيلة المشتغلين.
لكننا ندرك تمامًا أن تحقيق النجاح المستدام يتطلب عملا جذريا لتطوير الجوانب التنظيمية والتمويلية، وتجديد الروح، وإعادة الجمهور للمسارح، فمن ناحية التمويل، الذي يعتبر عاملا حاسما في استمرار وتطور فرقنا المسرحية, أجمع ممثلو الفرع على تأكيد ضرورة العمل على البحث عن مصادر تمويل جديدة ومتنوعة، سواء من خلال الشراكات مع القطاعين العام والخاص، أو من خلال الدعم العمومي وطنيا و جهويا و محليا.
في جهة سوس ماسة، ومن خلال تجربة فرعنا، تبين أن الجمع بين التنظيم المحكم والتمويل الكافي سيمنح فرقنا المسرحية القدرة على الابتكار والإبداع، ويعزز دورها كقوة مؤثرة ثقافيًا وتنمويًا واجتماعيًا. هذا ما أكده الجميع من خلال تقييم تجربة الفرع مع المجلس الجماعي لمدينة أكادير خلال شهر رمضان الماضي، حيث أجمع الكل على ريادتها جهوياً ووطنياً، وأعادت للمدينة ولمسارحها دفئاً فقدته لسنوات طوال. لذا، يجب الحفاظ على هذا المكسب الكبير للحركة المسرحية، مع ضمان تطوير هذه التجربة والحفاظ عليها مع الاهتمام بدعم التجربة المسرحية الأمازيغية بالجهة التي تشكل الروح الثقافية للجهة و قلبها النابض عن طريق تفعيل التمييز الإيجابي للفرق المشتغلة على المسرح الامازيغي و تعزيز تواجدها بمختلف المحطات .
نحن ملتزمون بالعمل بروح و قلب واحد لتحقيق نقلة نوعية في المشهد المسرحي بجهة سوس .
يوبا أوبركا
رئيس فرقة أباراز للإنتاج الفني.
عضو الالية التشاركية للامازيغية بمجلس جماعة اكادير
الكاتب العام للفرع الجهوي سوس ماسة للفدرالية الوطنية للفرق المسرحية المحترفة.
أكادير : يوبا اوبركا